للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الرابع عشر

[غزو البحر]

١٤٩٢ - ١٥١٧

[١ - كولمبس]

لقد كان "قدراً ظاهراً" أن يجرؤ امرؤ في هذا العصر على اقتحام مخاطر الأطلنطي ليكتشف الهند أو "كاثي" إذ تحدثنا الأسطورة عن وجود "أطلانتس" عبر البحر بل إن الأساطير المتأخرة ذهبت إلى وجود نبع وراء الأطلنطي تنمح مياهه الشباب الدائم. وأدى فشل الحملات الصليبية إلى ضرورة كشف أمريكا وكانت لسيطرة الأتراك على شرقي البحر الأبيض المتوسط وما اقترفه العثمانيون في القسطنطينية والأسر الملكية المناهضة للمسيحية في فارس وتركستان من إغلاق الطرق البرية ومنع المرور فيها سببا في جعل الطرق القديمة للتجارة بين الشرق والغرب باهظة التكاليف ومحفوظة بالمخاطر. وتشبثت إيطاليا وفرنسا ببقايا تلك التجارة على الرغم من كل عوامل التثبيط من ضرائب الطرق والحرب ولكن البرتغال وإسبانيا كانتا بعيدتين جدا في الغرب وكان من الصعب عليهما الاستفادة من مثل الاتفاقات وكانت مشكلتهما لا تحل إلا بالعثور على طريق آخر وقد وجدت البرتغال طريقا حول أفريقيا ولم يعد أمام إسبانيا إلا أن تجرب حظها في المرور غرباً.

وقد أدى تقدم المعرفة إلى إثبات كروية الأرض منذ عهد بعيد وشجعت أخطاء العلم ذاتها على الأقدام وذلك بإساءة تقدير عرض المحيط الأطلنطي وبتصوير آسيا على أنها أرض سهلة للغزو والاستثمار في الطرف الأقصى.