جدعون التجار والأعيان اليهود لإنقاذ المصرف، فتدفقت أموالهم الخاصة فيه، وتعهدوا بقبول بنكنوت المصرف بالقيمة الاسمية في معاملاتهم التجارية ووفى المصرف بالتزاماته، وأعيدت الثقة، ورد المطالب بالعرش على أعقابه (٣٩).
وأعربت وزارة الأحرار (الهوجز) عن تقديرها لصنيع اليهود بتقديمها مشروع قانون إلى البرلمان (١٧٥٣) يبيح الجنسية والمواطنة لجميع اليهود المولودين في الخارج والذين أقاموا في إنجلترة أو ارلندة ثلاثة أعوام. (أما اليهود المولودين هناك فكانوا يكستبون الجنسية بلولد (٤٠). ووافق اللوردات والأساقفة على المشروع، ووافق عليه أعضاء مجلس العموم بأغلبية ستة وتسعين صوتاً مقابل خمسة وخمسين. ولكن الشعب البريطاني الذي لم يكن له كبير علم أو فهم للدور الذي لعبه اليهود في إنقاذ المصرف هب معارضاً مشروع القانون معارضة ساحقة. وانهالت الاحتجاجات على البرلمان من كل مدينة في بريطانيا تقريباً، وأجمعت المنابر والحانات على إدانته، وشكا التجار من أن منافسة اليهود لهم في التجارة ستصبح أمر لا يحتمل. وكان الشتم والإهانة في الشوارع نصيب الأساقفة الذين صوتوا للمشروع؛ وبعثت الأساطير القديمة التي ادعت قتل اليهود للمسيحيين طبقاً لشعائرهم، وأذيعت مئات النشرات والقصائد الشعبية والصور الكاريكاتورية والأهاجي الساخرة، وزين النساء ثيابهن وصدورهن بالصلبان ولبس أوشحة تحمل هذا الشعار "لا يهود، المسيحية إلى الأبد"(٤١). وخاف زعماء الأحرار الهزيمة في الانتخاب القادم فحصلوا على إلغاء القانون (١٧٥٤).
[٢ - العزاء الصوفي]
ولاذ كثير من اليهود، لا سيما في بولندة، بأسباب العزاء فوق الطبيعي هرباً من معاناتهم الأرضية. وأتلف بعضهم بصرهم بإدمان قراءة التلمود، وفقد بعضهم عقولهم في القبلانية، وظل بعض "الصبطائيين" يؤمنون بألوهية صبطاي زيفي رغم ارتداد هذا المسيح الكاذب وموته، وانصرفوا عن التهودية التلموذية إلى الآمال والطقوس المهرطقة. وأقنع يانكيف ليبوفتش،