وأيدت أبحاث أخرى الرأي الميكانيكي. فتبين رورت هويت (١٧٥١) أن الأفعال المنعكسة لا تحتاج لأن يشارك فيها غير قطاع صغير من الحبل الشوكي. وبدا أن عمل برستلي، ولا فوزييه، ولا بلاس، ولا جرانج، يختزل النفس إلى عمليات كيميائية شبيهة بالاحتراق. وأثبت تجارب ريامور (١٧٥٢) أن الهضم ينشأ عن الفعل الكيميائي للعصارات المعدية، وأثبت سباللانتساني (١٧٨٢) أن هذا الفعل - فعل العصارات الهضمية - على الطعام يمكن أن يستمر حتى خارج المعدة، واكتشف جون هنتر أن هذه العصارات تبدأ بعد الموت في هضم جدار المعدة ذاته.
وكان سباللانتساني من أساطين فسيولوجية القرن الثامن عشر وقد رأينا تجاربه على التولد "الذاتي أو التلقائي"، ولم يكن اهتمامه بعملية الهضم يعرف حدودا. فقد اكتشف الوظيفة الهضمية للعاب. وأجرى التجارب على نفسه بالقيء المصطنع، وبابتلاع الأكياس والأنابيب، التي استعادها بصبر من برازه. وكان أول من بين أن التقلص الانقباضي للقلب يرسل الدم في أصغر الشعيرات. وبين أن العرق ليس شبيها بالتنفس، ولكنه يستطيع إلى حد ما أن يحل محل الشهيق. وأصبح حجة في الإخصاب رغم أنه رئيس دير. وقد وجد أنه إذا غطيت أعضاء الذكورة في ضفدع بقماش مغموس في الشمع ظلت أنثاه دون إخصاب بعد الجماع ولكن حين جمع سائل الذكر من القماش ووضعه ملتحما ببيض الأنثى أصبحت مخصبة. وحصل الإخصاب الصناعي في الثدييات بحقنه مني كلب في رحم كلبة (١٠). وقد قدر القرن العشرون في نهاية المطاف مدى تجاربه التي لم يعترها كلل، وأدرك مغزاها، واعترف به كاهناً من الصفوة المختارة في كهنوت العلم.
[٢ - دهاء المرض]
ولكن، هل هزم نمو المعرفة سعة حيلة المرض؟ كلا. لقد قدر فولتير متوسط عمر الإنسان في عصره باثنتين وعشرين سنة (١١) وكان من