أشهر فقط. وكان هذا الابن، جون الثاني "الطيب"(١٣٥٠ - ١٣٦٤)، طيباً حقاً مع النبلاء، وأعفاهم من الضرائب، ومنحهم الأموال ليصيدوا الإنجليز عن أرضهم، وأبقى على أشكال الفروسية ومزاياها جميعاً وخفض سعر العملة، كوسيلة قديمة، للوفاء بديون الحرب، وزاد الضرائب مراراً، على الطبقتين الدنيا والوسطى، وسار في أبهة ليلتقي بالإنجليز عند بواتييه. وهناك أبيد رجاله الخمسة عشر ألفاً من الفرسان والاسكتلنديين، والحشم وذبحوا وأسروا، على يد سبعة آلاف من رجال الأمير الأسود، بل إن الملك نفسه، الذي حارب بعنف، وقاد جيشه بحماقة، كان بين الأسرى هو وابنه فيليب، وسبعة عشر ايرل، وعدد لا يحصى من البارونات، والفرسان، والأعيان. وسمح لمعظمهم أن يفتدوا أنفسهم على الفور، وأطلق سراح كثيرين، بعد أن وعدوا بإحضار الفدية إلى بوردو في عيد الميلاد وعامل الأمير الأسود الملك بما يليق بمقامه من إجلال، واصطحبه على أكف الراحة إلى إنجلترا.
[٤ - الثورة والتجديد]
١٣٥٧ - ١٣٨٠
أصيبت فرنسا كلها بالفوضى بعد محنة بواتييه. وكان من نتائج عدم النزاهة والكفاءة في الحكومة، ونقص سعر العملة إلى حد كبير، والمبالغ الباهظة التي دفعت فدية للملك والفرسان، والخراب الذي جره الحرب والطاعون، والضرائب غير المشجعة التي فرضت على الزراعة والصناعة والتجارة، أن قامت الأمة بثورة يائسة. ودعا ولي العهد دوفان (١) وهو
(١) يبدو أنه كان في أول الأمر اسم علم، دلفينوس (دلفان)، ولما تكرر في أسماء الأسرة المالكة غالباً في فينا وأوفرن أصبح (١٢٥٠) من ألقاب التشريف، وخلع رسمياً عام ١٢٨٥، على ابن الأكبر لكونت فينا، ومن ثم استعمل دلفيناتوس أو دوفينية للدلالة على الكونتينه التي تتخذ جرينوبل الآن مقراً أساسياً وفي عام ١٣٤٩ باع الكونت همبولت الثاني صاحب فينوا، الدوفينية بلقبها دوفان إلى شارل صاحب فالوا، ابن الملك جون الثاني. ولما أصبح شارل ملكاً عام ١٣٦٤، نقل اللقب إلى ابنه الأكبر، وعرف منذ ذلك الابن الأكبر للملك الفرنسي بدوفان فينوا.