كنائس اليسوعيين لا سيما في ألمانيا كانت باروكا، ولكن كل كنيسة اتبعت الأشكال والأمزجة المحلية والفاشية.
وكان اكمال كنيسة القديس بطرس آخر منجزات الفن الروماني. فقد خلف ميكل أنجيلو نموذجا للقبة، ولكن «الطبلة» وحدها هي التي كانت ممدودة حين ارتقى سيكستوس الخامس كرسي البابوية. وكان قطرها ١٣٨ قدما. ولم يجرؤ على تغطية مساحة هائلة كهذه دون دعامات تتخللها سوى بروتولليسكي بفلورنسة. وأحجم المعماريون والمهندسون أمام العمل الذي اقترحه بووناروتي (ميكل أنجيلو)، وشكا رجال المال من أنه سيكلف مليون دوكاتية وجهد عشر سنين. ولكن سيكستوس أمر بالشروع في العمل آملاً أن يحي القداس تحت القبة الجديدة قبل أن يودع الحياة. وتكفل جاكومو ديللا بورتا بالمهمة يساعده فيها دومنيكو فونتانا. وراح ثمانمائة من الرجال يكدحون ليل نهار-فيما عدا الآحاد-من مارس ١٥٨٩، إلى أن اعلنت روما في ٢١ مايو ١٥٩٠، قبل موت الحبر الجريء بثلاثة أشهر، بإن «البابا المقدس سيكستوس الخامس»، قد أتم عقد قبة كنيسة القديس بطرس، لمجده الدائم وخزي أسلافه» (٨٦).
وقد انتقص من وقع منظر القبة، إلا على بعد، واجهة الباروك التي أقامها ماديرنا في ١٦٠٧ - ١٤. اما الكنيسة نفسها فقد كرست نهائيا عام ١٦٢٦، بعد ١٧٤ سنة من البدء بتخطيطها. وفي عام ١٦٣٣ صب برنيني بالبرونز البلداكينو (أي المظللة) المزوقة فوق «مقبرة القديس بطرس» والمذبح المرتفع. وقد أنقذ النحات العظيم نفسه باحاطة المدخل إلى الضريح بصف اعمدة بيضي هائل (١٦٥٥ - ٦٧) أعان على جعل كنيسة القديس بطرس أفخم بناء على وجه الأرض، كما أن قبتها ذروة توجت كل ما بلغه الفن الحديث من انجازات.
[١٠ - برنيني]
جمع جوفاني لورينترو برنيني فن روما القرن السابع عشر في عمر