للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعنى). وعلى أية حال فقد كان هذا عملا لافتا للنظر لفتى في الثامنة عشرة من عمره. وعندما تم نشر (الملكة ماب) في سنة ١٨٢١ دون موافقة الشاعر رحب بها الراديكاليون في إنجلترا باعتبارها تمثل حلمهم وخلال عشرين عاما ظهرت منها أربع عشرة طبعة غير مرخص بها.

وبعد أن مكث شيلي وهاريت في أيرلندا (فبراير - مارس ١٨١٢) حيث عمل ببطولة محايدة لصالح قضايا الكاثوليكية والبروليتاريا، انتقل إلى ويلز. وهناك فجع وزوجته بمناظر الفقر السائدة فاتجها إلى لندن ليؤسسا صندوقا لجمع الأموال لصالح أهل ويلز. وانتهز هذه الفرصة لتقديم احترامه لجودوين الذي سره أن تتزاور أسرتاهما كثيرا. وبعد زيارات قصيرة متكررة لأيرلندا وويلز استقر الزوجان الشابان (شيلي وهاريت) في لندن. وهناك أعاد شيلي وهاريت مراسم زواجهما على وفق طقوس كنيسة إنجلترا ليضمنا شرعية أي ابن يرزقانه ليكون وريثا شرعيا، وكان هذا في ٢٤ مارس سنة ١٨١٤. وكان شيلي قبل ذلك ببعض الوقت قد كتب لها قصيدة يجدد فيها حبه وعهده بمناسبة عيد ميلادها:

- هاريت، دعي الموت يدمر كل الروابط الزائلة،

- أما رباطنا فلن يتمزق أبدا،

- فالفضيلة والحب، راسخان صامدان

- وكذا الحرية والإخلاص والنقاء،

- فروحي مكرسة لك في هذه الحياة.

٧ - التطور الثاني: شيلي ١٨١٢ - ١٨١٦ م

بدا شيلي خلال كل جولاته لا يفكر في تدبير مورد رزق له. ربما كان يشارك وردزورث نظرته في أن الشعر لا شريك له وأنه لا بد من إعفاء الشاعر من العمل أو الاهتمامات التي قد تخنق الشعر في دمه. ولم يكن يرى تناقضا بين دعوته للمساواة في الحقوق في ظل جمهورية وجهوده في الحصول على نصيبه من الثروة التي وقفها جده على أبيه. وقد أضاف إلى المبلغ السنوي الذي خصصه له والداه مبلغاً آخر فقد باع للمرابين حقه الذي سيحصل عليه بعد وفاة والده، ففي سنة ١٨١٣ تقاضى ٦٠٠ جنيه نقدا مقابل تنازله عن ألفي جنيه