وفي ١٧٩٤، حين أثقلته الهموم، وأرهقه جهده في ترجمة غير موفقة لهومر، التالف عقله مرة أخرى، فحاول الانتحار: ثم شفي، وأعفاه من عيشة الضنك معاش حكومي قدره ٣٠٠ جنيه. ولكن ماري أنوين ماتت في ١٧ ديسمبر ١٧٩٦، وشعر كوبر أنه ضائع مهجور رغم أنه وجد صديقة جديدة في أخت تيودورا، وهي الليدي هاريبت كوبر هسكث. لازمته المخاوف الدينية في أيامه الأخيرة، ثم قضى نحبه في ٢٥ أبريل ١٨٠٠ بالغاً الثامنة والستين.
وكان في عالم الأدب ينتمي إلى الحركة الرومانتيكية وفي عالم الدين إلى الحركة الإنجيلية. وقد اختتم عصر سيادة بوب على الشعر ومهد لورزد زورث، وأدخل في الشعر طبيعة في الشكل وصدقاً في المشاعر أوقف سيل الثنائيات المفتعلة الذي أطلقه "العصر الأوغسطي" على إنجلترا. وكان دينه لعنة عليه لأنه صور له إلهاً منتقماً وجحيماً لا غفران فيه، ومع ذلك فلعل الدين هو الذي دفع أولئك النسوة الرحيمات، كما دفعتهن غرائز. الأمومة، إلى الحدب على هذا "الظبي الجريح" في كل أحزانه وأفكاره السوداء.
[٧ - أولفر جولدسمث]
وكان لـ "بل المسكين" هو أيضاً مآسيه، غير أنها لم تعمقها عقيدة سادية، وخففت منه انتصارات في النثر والشعر وعلى خشبة المسرح.
كان أبوه خورياً أنجليكانياً متواضعاً في قرية إيرلندية، يكسب أربعين جنيهاً في العام بإضافة الفلاحة إلى اللاهوت. فلما أن بلغ أولفر الثانية من عمره (١٧٣٠) رقي الخوري قسيساً لكيلكيني وست، وانتقلت الأسرة إلى بيت يقع على طريق رئيسي قرب ليسوي، التي غيرت في تاريخ لاحق اسمها في ضمير الشاعر إلى "أوبرن" حين نظم قصيدته "القرية المهجورة".
والتحق جولدسمث بالمدرسة الأولية تلو المدرسة، وكان أنصع ذكريات أيامه المدرسية تلك ذكرى أمين إمدادات سابق في الجيش تحول معلماً، ولم يستطع قط أن ينسى حروبه، ولكنه كان إلى ذلك يروي لتلاميذه القصص الساحرة عن الجان وأرواح المنذرات بالموت والعفاريت. وحين بلغ