بالملكة صلة قرابة بعيدة، وهي في سن السابعة عشرة، وبعد سنة واحدة، تزوجت الملكة للمرة الثانية.
[٤ - الملكة تقع في شراك الغرام]
١٥٦٥ - ١٥٦٨
من ذا الذي تستطيع الملكة أن تختاره زوجاً لها، دون أن تقع في ورطة دبلوماسية؟ أميراً أسبانيا؟. ولكن لا بد أن تحتج فرنسا وإنجلترا ويغضب البروتستانت في إسكتلندة. "فرنسا"؟ ولكن إنجلترا لا بد أن تقاوم، حتى بحد السيف، تجدد التحالف الفرنسي الاسكتلندي، "أميراً نمسوياً، الأرشيدوق شارل"؟ ولكن نوكس أنذر وحذر من فوق المنبر، من الاتحاد مع "كافر" كاثوليكي، كما أن إليزابث أخطرتها بأن الزواج من آل هبسبرج-الأعداء القدامى لآل تيودور-يعتبر عملاً عدائياً.
وفي لحظة من الانفعال قطعت ماري العقدة الدبلوماسية. ففي اكتوبر ١٥٦٤ رأى ماتيو ستيوارت أنه قد آن الأوان للعودة إلى إسكتلندة-وكان ماتيو، إرل لنوكس يعتقد أنه المرشح التالي لعرش إسكتلندة بعد ماري، وكان قد فقد كل أراضيه بمساندته هنري الثامن ضد إسكتلندة، وهرب إلى إنجلترا تفادياً لانتقام الاسكتلنديين آنذاك. ولحق به إلى إسكتلندة بعد قليل ابنه، هنري ستيوارت لورد دارنلي البالغ من العمر تسعة عشر عاماً، والذي هو، عن طريق والدته، من نسل هنري السابع ملك إنجلترا، مثل الملكة ماري. وفتنت ماري بالشاب الأمرد وأعجبت بمهارته في لعب التنس والعزف على العود، وتجاوزت عن غروره، بوصفه أمراً يلتئم مع طلعته الجميلة، واندفعت في الغرام قبل أن تستطيع أن تتبين فيه الغباء والحمق. وفي ٢٩ يوليه ١٥٦٥، وعلى الرغم من احتجاج إليزابث ونصف أعضاء مجلسها الخاص، اتخذت ماري من هذا الفتى زوجاً، وأسمته ملكاً. واستقال موري من المجلس وانضم إلى أعداء الملكة العنيدة الجامحة.
ونعمت، لشهور قلائل، بالسعادة المشوبة بالمتاعب. لقد استبد بها توقها الشديد إلى الحب طيلة السنوات الأربع التي قضتها أرملة. وقد أثلج صدرها أن تجد من يرغب فيها. لقد منحت زوجها حبها بلا قيد ولا شرط، وأغدقت عليه كل