والآن أيها اللوردات، وللقضاء على كل شيء، أسمع عن زواج الملكة … واسمحوا لي أن أقول أيها اللوردات إنه حينما يعترف نبلاء إسكلندة للسيد المسيح برضاهم عن أن يكون أحد الكفار (وكل أتباع البابا كفار) على رأس مملكتكم، فإنكم بذلك تبذلون أقصى ما في وسعكم لإبعاد يسوع المسيح عنها (٢٣).
وفقدت الملكة صوابها، فاستدعته، وسألته-كما يقرر هو نفسه:"ما شأنك بزواجي؟ ومن أنت في هذه الدولة؟ " فأجاب جوابه المشهور "فرد ولد في هذه البلاد نفسها يا سيدتي. ومع أنني لا إرل ولا لورد ولا بارون، في هذه الدولة، فقد اختارني الله (مهما كنت حقيراً في عينيك) عضواً نافعاً فيها (٢٤) " فانفجرت ماري باكية، وأمرته بالانصراف.
وبلغت جرأة نوكس ذروتها في أكتوبر (١٥٦٣) ذلك أنه أحاط مرة أخرى بالكنيسة الملكية الخاصة جمع من الناس احتجاجاً على القداس الذي كان على وشك أن يقام، ودخل أندروز آرمسترونج وباتريك كرانزتون إلى الكنيسة وأرهبا القسيس حتى أنصرف، فأمرت الملكة التي لم تكن في الكنيسة آنذاك، بمحاكمة هذين الرجلين الكلفنيين بتهمة اقتحام حرمها الخاص. وفي أكتوبر أرسل نوكس كتاباً يأمر فيه "الاخوة من كل الطبقات، الذين آثروا طريق الحق" بأن يشهدوا المحاكمة. وحكم مجلس الملكة بأن هذه الدعوة خيانة عظمى، ودعا نوكس للمثول للمحاكمة أمامها. وحضر نوكس (٢١ ديسمبر ١٥٦٣) ولكن حشداً هائلاً من مؤيديه تجمع في الفناء، وعلى الدرجات "حتى وصل إلى باب القاعة التي جلست فيها الملكة ومجلسها" ودافع هو عن نفسه دفاعاً مجيداً إلى حد أن المحكمة برأته، وقالت الملكة "تستطيع يا مستر نوكس أن تعود إلى دارك الليلة. " فأجاب هو "أدعو الله أن يطهر قلبك من رجس البابوية (١٥) ".
وفي يوم أحد السعف ١٥٦٤ تزوج "الرسول" الذي لا يقهر، وهو في سن التاسعة والخمسين، زوجته الثانية، مرجريت ستيوارت، التي تربطها