للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليدجنج، والمسز أميليا أوباي، والمسز إليزابث انتشبولد، والمسز اليزابث مونتجيو، وفاني بيرني، وهانا مور. ودخل قسيس ريفي في المباراة وخرج منها بقصب السبق.

[٢ - لورنس ستيرن]

ولم يكن بالقسيس المطبوع، فأبوه جندي، وقد ظل عشر سنين يجر من الوظيفة إلى أخرى، وخلال هذه الفترة وبعدها التقط من العلم بالشئون العسكرية ما مكنه من أن يجعل "العم طوبي" يتكلم على الحصارات والحصون كلام قائد محنك. أما أمه فقد وصفها بعد ذلك بأنها "ابنة بدال فقير يتبع المعسكر في فلندر" (٣). على أن جده الأعلى كان رئيس أساقفة يورك، وقد وفقت أسرة ستيرن في الحصول على منحة دراسية للورنس ألحقته بكمبردج. وهناك نال درجته الجامعية في ١٧٣٧، ولكن نزيفاً رئوياً أصابه في ١٧٣٦ أنذر بكفاح يخوضه مدى الحياة مع داء السل. ورسم قسيساً أنجليكانياً (١٧٣٨)، وعين في أبرشية متواضعة في ساثون-ان-ذ فورست، قرب يورك. وفي ١٧٤١ تزوج إليزابث لملي، وأخذها لتعيش معه في بيته الخرب. وقد عهدت إليه بإيرادها السنوي البالغ أربعين جنيهاً، فاستثمر بعضه في أرض، ونما الإيراد.

وكانان فيما عدا هذا بائسين. فكلاهما مصاب بالسل، وكلاهما خلق من أعصاب. وسرعان ما خلصت المسز ستيرن إلى أن "أوسع بيت في إنجلترا لا يمكن أن يضمهما معاً لكثرة هياجهما ونزاعهما" (٤). وقد وصفتها ابنة عمها المثقفة إليزابث مونتجيو بأنها قنفذ نكد شكس "لا يستطيع المرء أن يتفادى الشجار معها إلا بالابتعاد عنها" (٥) ثم رزقا طفلين، مات أحدهما، أما الطفلة الثانية وهي ليديا فقد تعلقت بأمها تعلقاً واضحاً. وزادت تعاستهما حين جاءت إلى يورك أم ستيرن وأخته، وكانتا تعيشان في فقر في إيرلنده، والتمستا منه أن يعينهما بثمانية جنيهات في العام من دخل زوجته. ولم تثر الفكرة أي حماسة. وأعطى ستيرن أمه بعض المال ورجاها أن تعود إلى إيرلنده، ولكنها ظلت في يورك، فلما قبض عليها بتهمة التشرد رفض ستيرن أن يدفع كفالة للإفراج عنها.