مما يذكر في صحيفة الحسنات لكلمنت أنه ظل طوال أيام كوارثه يتحمل صابراً جميع نزوات ميكل أنجيلو وثوراته، ويعهد إليه بالمهمة تلو المهمة، ويمنحه من المزايا كل ما يليق بالعباقرة. ويقول في هذا:"إذا جاء بونارتي أمسكت بيدي على الدوام مقعداً وأمرته بالجلوس، لأني لا أشك في أنه سيجلس من تلقاء نفسه دون أن يستأذنني"(٥٧). وحتى قبل أن يصبح بابا تقدم باقتراح تبين أنه اكبر عمل من أعمال النحت عهد به إلى ذلك الفنان، وهو أن يضيف إلى كنيسة سان لورندسو بفلورنس "غرفة مقدسات جديدة" لتكون قبراً لأشهر أفراد آل ميديتشي؛ وتصميم مقابر لهم، وتزيينها بما يليق بها من الصور. وكان كلمنت واثقاً كل الثقة من كفايات هذا الفنان الجبار المتعددة، ولهذا طلب إليه أن يضع عدداً من التصميمات الهندسية للمكتبة اللورنتية، تبلغ من السعة والمتانة ما تستطيع أن تقي كل المجموعات الأدبية للأسرة الميديتشية. وتم إنشاء السلم الفخم والدهليز ذي العمد في هذه المكتبة اللورنتية (١٥٢٦ - ١٥٢٧)، بإشراف أنجيلو، أما بقية ابناء فقد أقامها فيما بعد فاساري وغيره على أساس رسوم بونارتي.
أما بناء نوفا سجرستيار Nuova Sagristia فلا يمكن أن يعد من روائع الفن المعماري. فقد وضع تصميمها على أن تكون مربوعة الجوانب تقسمها عمد مربوعة وتعلوها قبة متواضعة؛ وكان الغرض الأول من بنائها أن توضع التماثيل في الفجوات المتروكة في الجدران. وقد تم بناء "معبد آل ميديتشي" هذا في عام ١٥٢٤؛ وفي عام ١٥٢٥ بدأ أنجيلو العمل