للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرنسية والسيطرة عليها فالتقى فريدريك وليم الثاني البروسي مع ليوبولد في بلنيتز Pillnitz ووقعا معا إعلانا (في ٢٧ أغسطس ١٧٩١) هددا فيه بالتدخل في شؤون فرنسا.

وبقبول لويس السادس عشر لدستور الثورة الفرنسية (١٣ سبتمبر)، بدا هذا الإعلان بلا معنى، لكن الفوضى استمرت وزادت وأصبح الملك الفرنسي والملكة الفرنسية مرة أخرى في خطر، فنظَّم ليوبولد التعبئة العامة في الجيش النمساوي، وطلبت الجمعية الوطنية الفرنسية تفسيراً لهذا غير أن ليوبولد مات (أول مارس ١٧٩٢) قبل أن تصله رسالة الجمعية الوطنية الفرنسية. ورفض ابنه وخليفته فرانسيس الثاني (٢٤ عاماً) الإنذار، وفي ٢٠ أبريل أعلنت فرنسا الحربَ على النمسا.

٢ - فرانسيس الثاني FRANCIS

تلك القصة وصلتنا من وجهة نظر فرنسية فما هي وجهة نظر النمساويين وكيف شعروا بهذا الأمر؟ لقد سمعوا أن أرشدوقتهم Archduchess - التي كان جمالها قد أطلق عنان فصاحة إدموند بورك Edmund Burke - يحتقرها أهل باريس ويُطلقون عليها ساخرين (المرأة النمساوية L'Autrichienne) وأن جماهير باريس جعلوها سجينة قصر التوليري، وأن الجمعية الوطنية الفرنسية خلعتها بعد ذلك وأودعتها السجن. لقد سمعوا عن مذابح سبتمبر وكيف أن رأس الأميرة دي لامبل de Lamballe المتصلب قد يُعرض على رأس رمح على مرأى من الملكة التي كانت تحبها.

لقد سمعوا أن الشيب غزا شعرها، وأنها ركبت عرب السجناء في طريقها لتُعدم بالمقصلة وحولها جمع غفير من الجماهير يسخرون منها. ولم يكن هناك ما هو أكثر من هذا يجعلهم يجأرون لإمبراطورهم الشاب ليقودهم في حرب ضد هؤلاء الفرنسيين القتلة، ولا يهم أنه كان ذا عقل متوسط وأنه كان إمبراطوراً خيّراً لكنه غير متقِن، وأنه اختار جنرالات غير أكفاء وأنه سلَّم النمسا جزءاً بعد جزء وترك عاصمتها تحت رحمة الغازي، فهذه الهزائم جعلت النمساويين يحبون فرانسيس أكثر،

لقد بدا لهم الحاكم الذي عينته العناية الإلهية وكرّسه البابا وتبوأ العرش بشرعية لا تقبل التحدي وأنه كان يدافع عن شعبه بقدر ما يستطيع ضد البرابرة القتلة وهو الآن يدافع عنهم ضد الشيطان الكورسيكي Corsican