ترك ألفنسو مملكته إلى فرديناند الذي يقال إنه ولده (حكم بين ١٤٤٨و ٩٤)، وكان فيرانتي (كما يسميه شعبه مشكوك في نسبه. ذلك أنه كان لوالدته مرجريت الهيجارية Margaret of Hijar عشاق آخرون غير الملك، ويؤكد ينتانو أمين فيرانتي أن أباه كان يهودياً اعتنق الدين المسيحي، وكان فلا مربيه. ولم يكن فيرانتي معروفاً بالدعارة الجنسية، ولكنه كان يتصف بمعظم الرذائل التي تنشأ من الخلق الحاد الأهوج الذي لم يروضه قانون أخلاقي صارم، وكان يستثيره فيما يبدو عداء للناس لا مبرر له. وقرر البابا كلكستس Calixtus الثلث شرعية مولده. ولكنه أبى أن يعترف به ملكاً، وأعلن انقراض أسرة أرغونة في نابلي، وطالب بهذه المملكة إقطاعية للكنيسة. وبذل رينه Rene صاحب أنجو محاولة أخرى لاستعادة العرش الذي أوصى به إليه جونا الثاني. وبينما هو ينزل قواته على ساحل نابلي إذ ثار البارونات الإقطاعيون على بيت أرغونة وتحالفوا مع أعداء الملك الأجانب. وواجه فيرانتي هذا التحدي من الجانبين ببسالة يزيدها الغضب قوة على قوتها، وغلب أعداءه، وانتقم لنفسه أقسى انتقام وأشده بطشاً؛ فغرر بأعدائه واحداً بعد واحد مدعياً أنه يريد مصالحتهم، ودعاهم إلى المآدب الفخمة، وقتل بعضهم بعد تناول الحلوى، وزج البعض الآخر في السجن، وترك الكثيرين منهم يموتون جوعاً في غيابه السجون، واحتفظ ببعضهم في الأقفاص ليتسلى بمنظرهم متى شاء، حتى إذا ماتوا حنطت أجسامهم وألبست حللهم المفضلة، واحتفظ بها في متحفه (٥). على أن هذه القصص قد