المعروفة أسماءهم من أقرباء يوهان سبستيان، كان ثلاثة وخمسون موسيقيين محترفين، وكان ثمانية من أسلافه وخمسة من أخلافه من وزن كاف لتبرير نشر مقالات عنهم في قاموس للموسيقى (١١٠). وقد ظفر عدد من الأبناء في حياتهم بيت ذائع وشهرة فاقت ما تتمتع به يوهان سبستيان. ولا يعني هذا أنهم احتكروا الشهة الموسيقية، فالموسيقيون الأفذاذ كانوا كالعادة يلقون المديح الأعظم وهم أحياء، ثم يجر عليهم النسيان ذيوله حين يموتون؛ وقد نافس مؤلفون موسيقيون مثل كارك فريدرش فاش وكرستيان فريدرش شوبارت أبناء باخ في ذيوع اسمهم.
وإذا نحن رجعنا النظر إلى هذا النصف الثاني من القرن الثامن عشر لحظنا بعض الخطوط الخاصة في التطور الموسيقي. فاتساع مساحة البيانوا وازدياد قوته حررا الموسيقى من خضوعها للألفاظ وشجع المؤلفات للموسيقى الآلية؛ ثم إن إقبال الجماهير المتزايد على الحفلات الموسيقية، وتقلص هيمنة الكنيسة، بعدا بالمؤلفين عن يوليفونية يوهان سبستيان باخ وقربهم من هارمونيات خلفائه الأسهل تذوقاً. وعمل تأثير الأوبرا الإيطالية على تفوق الميلوديا حتى في قطع الموسيقى الآلية، بينما أحدثت الليدات، بحركة مضادة، تعقيداً جديداً في الأغنية. وبلغت الثورة على الأوبرا الإيطالية ذروتها في جلوك، الذي أراد إخضاع الموسيقى للدراما، ولكنه بالعكس أضفى السمو على الدراما بالموسيقى. وعمل درب آخر طورت الثورة "المسحية الغنائية"، التي بلغت أوجهاً في "الناي السحري". وانتقل الكونشرتو جروسو إلى الكونشرتو الموضوع لآلة منفردة واحدة وأوركسترا، واتخذت الصونات شكلها الكلاسيكي في كارل فليب إيمانويل باخ وهيدان، وتطورت الرباعية إلى السمفونية. وهكذا تهيأ كل شيء لبيتهوفن.
[١٠ - الشيخ فرتز]
فوق كل هذه الحياة المنوعة، حياة السياسة والدين والصناعة واللهو والموسيقى والفن والعلم والفلسفة والبروالإثم-كان يلوح طيف البطل الشائخ الذي لقبته ألمانيا "الشيخ فرتز"-لا حباً بل تكريماً له بوصفه أعجب وأدهش