يصلنا إي سجل يثبت احتجاجهم على حبس أسقف كويمبرا ثماني سنوات لأنه أدان لجنة بومبال للرقابة على المطبوعات التي سمحت بتداول مؤلفات متطرفة، كقاموس فولتير الفلسفي وعقد روسو الاجتماعي.
بيد أن بومبال نفسه لم يبشر بهرطقات، وكان يختلف إلى القداس بانتظام. ولم يكن هدفه القضاء على الكنيسة بل إخضاعها للملك، فلما وافق كلمنت الرابع عشر عام ١٧٧٠ على السماح للحكومة بالترشيح لمناصب الأسقفية، اصطلح مع الفاتيكان. وأسعدت يوسف الأول-وقد دنا أجله-فكرة الظفر بعد هذا كله بكامل البركات الكهنوتية حين يموت. وبعث البابا بقبعة الكردينالية إلى بول أخي بومبال، وأتحف بومبال نفسه بخاتم يحمل صورة البابا، ونمنمة إطارها من الماس، ورفات كامل لأربعة قديسين.
[٣ - بومبال المصلح]
وترك الدكتاتور أثناء ذلك بصمته على اقتصاد البرتغال وإدارتها وحياتها الثقافية. وأعاد تنظيم الجيش بمساعدة الضباط الإنجليز والألمان، وقد صد هذا الجيش غزوا أسبانيا في حرب السنين السبع. وانتهج ما أنتجه ريشليو في فرنسا في القرن السابع عشر، فحد من سلطان الأرستقراطية الممزق الأمة، ومركز الحكومة في ملكية تستطيع أن تمنح هذه الأمة الوحدة السياسية، والتطور التعليمي، وبعض الحماية من تسلط الكنيسة وكف النبلاء بعد إعدام آل طابوره عن التآمر على الملك، وخضع الأكليروس للدولة بعد طرد اليسوعيين. وفي فترة الجفوة مع الفاتيكان كان بومبال يعين الأساقفة، وكان أساقفته يرسمون القساوسة دون الرجوع إلى روما. وحد مرسوم ملكي من اقتناء الكنيسة للأرض، وقيد حرية الرعايا البرتغاليين في تحميل تركاتهم بوصايا لإقامة القداديس (١٨) وأغلق الكثير من الأديرة وحظر على الباقي منها قبول رهبان جدد تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين. وأخضع ديوان