وكان بلاطها يستحيل صالوناً. فقد استقبلت فيه نيوتن، وكلارك وباركلي، وبطلر، وبوب، وتشسترفيلد، وجاي، والليدي ماري مونتاجيو. وأيدت المبادرة التي اتخذتها الليدي ماري في التطعيم ضد الجدري. وانتشلت ابنة لملتن من وهدة الفقر، وناصرت هندل طوال نزوات الجمهور والملك. وتبرعت من جيبها الخاص بالمال اللازم لتشجيع المواهب الشابة التي تفتقر إلى المال (٢١)، وأنقذت المهرطق هويستن بمعاش أجرته عليه، وأمنت الحرية الدينية للاسكتلنديين المتشيعين لأسرة ستيوارت ودبرت تعيين الأساقفة الأنجليكان على أساس علهم لا سلامة عقيدتهم. وكانت هي نفسها من القائلين بالربوبية المتشككين في الخلود (٢٢)؛ ولكنها رأت أن الكنيسة الرسمية يجب أن تمولها الدولة باعتبارها معيناً للشعب على الفضيلة والهدوء (٢٣). قال فولتير "لا شك أن هذه الأميرة ولدت لتشجيع الفنون ولخير النوع الإنساني .. إنها فيلسوفة لطيفة تتربع على عرش (٢٤) ".
وكان لها من الفلسفة حظ بصرها بالجانب الفكه في مآسي الحياة، حتى في ساعة احتضارها. وكانت مصابة إصابة قاتلة بفتق أخفته طويلاً عن الجميع إلا الملك، فنصحته وهو يومها في الخمسين بأن يتزوج ثانية بعد موتها. وكشف جوابه، وهو مخلص في حزنه، عن طبيعة عصره "لا، سأتخذ خليلات" قالت "رباه، هذا لا يمنعك من الزواج (٢٥) " وقد بكاها في عاطفة لم تعهد فيه فقال "لم أر قط امرأة تستحق أن تربط حذاءها (٢٦) ". وبعد ثلاثة وعشرين عاماً، وتنفيذاً لوصيته، فتح نعشها في كنيسة وستمنستر لترقد عظامه إلى جوارها.
[٣ - روبرت ولبول]
لقد كان لانتصارها الباسل لولبول أمام عصابة من الأعداء طلاب المناصب وتجار الحروب الفضل في تمكينه من أن يعطي إنجلترا عشرين عاماً من الرخاء والسلام. ولم يكن ولبول "بالوليّ" أو القديس، ولعله كان أفسد وزير عرفته إنجلترا في تاريخها، ولكنه كان أيضاً من خيرة