لا يزال الصقالبة إلى الآن أشبه بالموجات البشرية تجيش أحيانا ناحية الغرب إلى الألب، وجنوبا إلى البحر المتوسط، وشرقا إلى الأورال، وشمالا إلى البحر المتجمد، وقد ردهم إلى الغرب بعد ذلك في الثالث عشر، الفرسان الليفونيون والتيوتون، أما في الشرق فقد خضعوا لسيطرة المغول والتتار - وقادت بوهيميا في القرن الرابع عشر الإمبراطورية الرومانية المقدسة والإصلاح الديني قبل لوثر، كما اتحدت بولندة مع ليتوانيا التي كانت متسعة الأرجاء: فأصبحنا دولة كبيرة، ذات طبقة عليا على حظ رفيع من الثقافة. وتحررت روسيا في القرن الخامس عشر من نير التتار ووحدت إماراتها المبعثرة في دولة ضخمة. وهكذا دخل الصقالبة التاريخ كموجة من موجات المد البشري.
وانتهت أسرة تبرزملد العريقة في بوهيميا بموت ونسسلوس عام ١٣٠٦ وأعقبتها فترة من الزمان حكم فيها ملوك صغار الشأن ثم جاء الناخبون من البارونات ورجال الدين بجون أمير لكسمبورج، ليؤسس أسرة حاكمة جديدة (١٣١٠). وأصبحت بوهيميا بفضل مغامراته الباسلة قلعة منيعة من قلاع الفروسية جيلا من الزمان، وتعذر عليه أن يعيش بلا صولات وجولات حتى إذا ثبت له أن هذه الفروسية لا ضرر منها على الإطلاق، اندفع إلى الحرب في كل مملكة من ممالك أوربا تقريبا. وأصبح من الكلم