بالعقيدة الذي قدمه هناك هانز تاوزن مدى عقد من الزمان، المذهب الرسمي للوثريين الدنمركيين.
وكانت وفاة فردريك (١٥٣٣) مقدمة الفصل الأخير من الإصلاح الديني الدنمركي. فقد انضم كبار التجار في الدنمرك إلى أعدائهم القدامى في لوبك، وقاموا بمحاولة لإعادة كريستيان إلى العرش، وقاد الكونت كريستوفر أف أولدنبرج قوات لوبك وأطلق اسمه على هذه الحرب فسميت باسم "حرب الكونت"، وسقطت كوبنهاجن في يده، وأخذت لوبك تحلم بحكم الدنمرك بأسرها. بيد أن أوساط الناس والفلاحين نظموا صفوفهم تحت علم كريستيان ابن فردريك، وتغلب جيشهم على أولدنبرج، واستولى على كوبنهاجن بعد حصار ضربه حولها دام عاماً (يوليو سنة ١٥٣٦). وقبض على جميع الاساقفة، ولم يطلق سراحهم، إلا بعد أن وعدوا بالبقاء إلى جانب النظام البروتستانتي وانعقد المجلس الوطني في أكتوبر سنة ١٥٣٦، وأنشأ رسمياً كنيسة الدولة اللوثرية، ورئيسها الأعلى كريستيان الثالث. وصودرت جميع أملاك الأسقفيات والأديار لصالح الملك، وفقد الأساقفة كل صوت لهم في الحكم. وقبلت النرويج وأيسلندة كريستيان الثالث وتشريعه، وكتب النصر التام للوثرية في إسكنديناوة (١٥٥٤).
[٤ - البروتستانتية في شرقي أوربا]
نعمت بولندة بعصرها الذهبي في عهد سجسموند الأول (١٥٠٦ - ٤٨) وابنه سجسموند الثاني (١٥٤٨ - ٧٢). وكانا رجلين على حظ من الثقافة والذكاء، وراعيين متذوقين للأدب والفن، وكلاهما منح للفكر والعبادة حرية، وعلى الرغم من أنها لم تكن كاملة، فإنها جعلت معظم أمم أوربا تبدوا قروسطية إذا قورنت ببولندة. وتزوج سجسموند الأول بونا سفورزا المرحة الموهوبة (١٥١٨)، وهي ابنة الدوق جيا بجاليازو أمير