زعماء الفتنة وأعمالهم. فقبض على المئات، وحوكموا، وقتل مائة وعشرة أو اكثر. واعتقل جون بول في كفنتري، فاعترف جريئاً بدوره القيادي في الثورة، ورفض أن يطلب العفو من الملك. فشنق، وسحل، وقطعت جثته أربعة، ووضعت رأسه مع رأس تيلر وجاك سترو في مكان رأسي سديري وهيلز لتزين جسر لندن. وفي الثالث عشر من نوفمبر عرض رتشارد على البرلمان تقريراً عن أعماله، وقال، إذا كان المجتمعون من الأساقفة والأعيان والعامة يرغبون في تحرير رقيق الأرض، فإنه يرغب في ذلك أيضاً. ولكن كان جلهم من أصحاب الأراضي، الذين لا يستطيعون أن يقبلوا حق الملك في تجريدهم من أملاكهم، وكانت نتيجة التصويت وجوب الإبقاء على جميع العلاقات الإقطاعية" (٦٥). وعاد الفلاحون المنهزمون إلى محاريثهم، والعمال المنحوسون إلى مغازلهم.
[١ - الأدب الجديد]
كادت اللغة الإنجليزية تصبح، بعد أن مرت بمراحل بطيئة، وسيلة ملائمة للأدب. فقد أوقف الغزو النورمندي عام ١٠٦٦، تطور اللغة الانجلوساكسونية إلى الإنجليزية، وظلت الفرنسية هي اللغة الرسمية للمملكة فترة من الزمان. ونشأت بالتدريج مفردات ولهجة جديدة، أساسها ألماني، يخالطها وتزينها كلمات وصيغ غالية. ولعل الحرب الطويلة مع فرنسا قد حفزت الأمة إلى أن تتمرد على السيطرة اللغوية لعدوها. فأعلن عام ١٣٦١ أن الإنجليزية هي لغة القانون والمحاكم، واستحدث حامل أختام الملك سابقة دستورية عام ١٣٦٣ بافتتاحه البرلمان بخطية إنجليزية. وظل العلماء والمؤرخون والفلاسفة (إلى عهد فرنسيس بيكون) يكتبون باللغة اللاتينية لتصل كتاباتهم إلى قراء من دول مختلفة، بيد أن الشعراء ومؤلفي المسرحيات أنشئوا من ذلك بلغة إنجلترا.