الأشخاص المصابين بعجز شديد أو مرض خطير … وتمتزج بهذه التأملات الرصينة فقرات من الفهاة الفظة. وكان الأولاد يطالبون بتشميت الناس عندما يعطسون ولا يطالبون بهذا عندما يضطرون. وكانت أية امرأة حامل يدعو لها الناس بدعاء وحيد:"ألا فلتهب السماء هذا الحمل الذي في بطنك … سهولة الخروج كما وهبته سهولة الدخول". وكان الختان أمرا ممتدحا "لأنه يخفف من حكة الجماع". وثار حوار طويل بين "الشاب والبغي" انتهى بالتأكيد بإصلاح السيدة.
وشكا النقاد من أن هذه المحاورات كانت طريقة تنطوي على التهور لتعليم الأسلوب اللاتيني، وزعم أحدهم أن كل الشباب في فرايبورج أفسدتهم هذه المحاورات واعتبر شارل الخامس استخدامه في المدرسة جريمة يعاقب عليها بالإعدام. واتفق هنا لوثر في الرأي مع الإمبراطور:"سوف أحرف على أولادي قراءة محاورات أرازموس حتى لو كنت على فراش الموت". وأكد نجاح الكتاب ما أثاره من حنق وبيع منه ٢٤,٠٠٠ نسخة بعد نشره وحتى عام ١٥٥٠ لم يفقه في التوزيع إلا الكتاب المقدس. وفي الوقت نفسه كاد أرازموس أن يجعل الكتاب المقدس ملكا خاصا له.
[٤ - العلامة]
وغادر إنجلترا في يوليو سنة ١٥١٤ وشق طريقه خلال الضباب والعادات إلى كاليه وهناك تلقى من رئيس ديره الذي نسبه في ستين، خطابا يشير فيه إلى أجازته انتهت منذ مدة طويلة وأنه يحسن به أن يعود ليقضي ما بقي من عمره تائباً مستغفراً فانزعج لأن رئيس الدير يستطيع، طبقاً للقانون الكنسي، أن يدعو السلطة الزمنية إلى الزج به مرة أخرى في السجن. والتمس أرازموس لنفسه عذراً ولم يتعجل رئيس الدير الأمر ولكن، لكي