شغل وليم بت الثاني في سنة ١٧٨٣ منصب مستشار وزارة المالية البريطانية ووزيرا للخزانة. لقد كان هو الذي جمع أموال المملكة ووزعها فحق له أن يكون سيد الجزر البريطانية وراعي اندماج وحداتها. وكاد يجمع في إهابه كل مزايا البريتون فهو ينحدر من أسرة بارزة وتفهم السياسات العالمية وأمور المالية العليا والطباع الحسنة من أبية المتألق المتسم بالمحافظة ومن الحاشية المحيطة به (بأبيه)، وكان أبوه هو إيرل شاثام Earl of Chatham . وتلقى بت أفضل أنواع التعليم الخاص، وكان أبوه في كثير من الحالات هو معلمه. ودخل البرلمان وهو في الحادية والعشرين من عمره وتولى أمر إنجلترا وهو في الرابعة والعشرين. لقد سحق المعارضة بتحفظه واعتزازه وبفكره ومنطقه أكثر مما فعل بإثارته العواطف وتوظيفه لبلاغته وفصاحة لسانه، لقد سحقها برؤيته الثاقبة الراسخة ومعلوماته عن المالية العامة وإتقانه لدقائقها وكان قد قرأ كتاب آدم سمث عن ثروة الأمم وأعجب به واتفق مع سميث في فلسفته عن الاقتصاد الحر وحرية التجارة. لقد أيد - وهو الأرستقراطي - مطالبة الفئة التجارية الصاعدة (المرسانتيل) والبورجوازية الصناعية بأن يمثلوا تمثيلا كاملا في البرلمان وفي السياسة البريطانية، فبثرواتهم المنسابة (بسيولتهم النقدية) حارب نابليون، بينما كانت ثروات الأرستقراطية يصعب تعبئتها لهذا الغرض لأنها تتمثل في الأراضي التي يمتلكونها فأسهموا بأدوار استشارية ودبلوماسية وأخرى متعلقة بالبروتوكول. وأسس بت نظاما ماليا لتسديد الدين الوطني (بتخصيص أموال خاصة لهذا الغرض) ونجح في تقليص هذا الدين حتى استنفدت الحرب كل شلن يمكن الحصول عليه من الشعب. لقد بذل جهدا شديدا لكن بدون نتيجة لتقليص البلدان الصغرى (مدن أو قرى) rotten boroughs (البلدان التي كانت قبل سنة ١٨٣٢