الكاثوليكية، وعلى الرغم من أن فرنسا أحست بأن تصرف الحلفاء نقض الاعتراف الذي كانت قد أعلنته كل دولة بفيليب الخامس ملكاً على أسبانيا. فإن معظم إنجلترا أحست بأن لويس قد نقض معاهدة روزيك التي كان قد اعترف فيها بوليم الثالث ملكاً على إنجلترا، واستنكرت الاعتراف بجيمس الثالث على أنه تدخل وقح في شئون إنجلترا. وأضيفت إلى شروط الحلف الأعظم فقرة تلزم الموقعين بألا يعقدوا صلحاً مع فرنسا، حتى يتلقى وليم ترضية عن الإساءة التي ألحقها به التصرف لويس. وفي يناير ١٧٠٢ جرد البرلمان جيمس الثالث من حقوقه المدنية-أي أعلن أنه خائن خارج عن القانون. وفي نفس الوقت أقر بأغلبية صوت واحد، "قانون القسم" الذي يتطلب من كل إنجليزي أن يبرأ من "المطالب بالعرش" ويقسم يمين الولاء لوليم الثالث وورثته. وفي ٨ مارس ١٧٠٢ توفي وليم الثالث في سن الثانية والخمسين. في وقت مبكر جداً لم يستطع أن يتبين فيه أنه قام بتوثيق عرى تحالف قد يحدد خريطة أوربا لمدة نصف قرن. وفي ١٥ مايو أعلن الإمبراطور والمقاطعات
المتحدة وبرلمان إنجلترا الحرب على فرنسا في وقت واحد.
[٥ - حرب الوراثة الإسبانية]
١٧٠٢ - ١٧١٣
كانت كل أوربا غربي بولندا والإمبراطورية العثمانية، من الناحية العلمية، مشغولة بهذه الحرب. وانضم إلى التحالف الدنمرك وبروسيا وهانوفر وأسقفية مونستر، وناخباً مينز والبلاتينات وبعض الولايات الألمانية الصغيرة. وانضم إلى هؤلاء في ١٧٠٣ سافوي والبرتغال، وحشدوا جميعاً ٢٥٠ ألف جندي، وجمعوا قوة بحرية تفوق كثيراً القوة البحرية الفرنسية عدداً وعتاداً وقيادة. وكان لفرنسا آنئذ مائتا ألف جندي، ولكن هذه القوات كانت موزعة على جبهات مختلفة في إقليم الراين وإيطاليا وأسبانيا. وكان الحلفاء الوحيدون لها أسبانيا وبافاريا وكولون، ثم سافوي لمدة عام واحد. وكانت أسبانيا عبئاً عليها، تريد من الجيوش الفرنسية أن تدافع عنها، كما كانت المستعمرات الأسبانية تحت رحمة الأساطيل الهولندية والإنجليزية.
ويجدر بنا ألا نضل في متاهات اللعبة الملكية، الشطرنج البشري،