كانت الثورة في ذلك الوقت تتطور إلى حرب أهلية داخلية. ولما استعان مجلس الشيوخ أحلاف رومه من ملوك الشرق لصد غارات السمبريين رد عليه نقوميدس ملك بثينيا بقوله إن جميع الرجال القادرين على حمل السلاح في مملكته قد بيعوا في سوق الرقيق للوفاء بمطالب جباة الضرائب الرومانيين الفادحة. ورأى مجلس الشيوخ أن الجيش في ذلك الوقت أفضل من الرقيق فأصدر قراراً يقضي بتحرير كل من أصبحوا أرقاء لعجزهم عن أداء الضرائب. فلما سمع الأرقاء بهذا القرار اجتمع مئات منهم في صقلية، وكان كثيرون منهم من يونان بلاد الشرق الهلنستية، وتركوا سادتهم واحتشدوا عند باب قصر البريتور وطالبوا بحريتهم، فعارض أسيادهم في ذلك الطلب واحتجوا عليه، واستمع البريتور إليهم وأجل تنفيذ قرار التحرير. ونظم الأرقاء أنفسهم بقيادة دعي ديني يسمى سلفيوس Salvius وهاجموا مدينة مورجنتيا Morgantia. واستطاع مواطنو المدينة أن يضمنوا وفاء معظم عبيدهم حين وعدوهم بأن يحرروهم إذا صدوا هجمات المغيرين؛ فلما صدوها أخلف سادتهم وعدهم ولم يحرروهم، فانضم معظمهم إلى الثائرين. وثار حوالي ذلك الوقت نفسه (١٠٣) نحو ستة آلاف من الأرقاء في طرف الجزيرة الغربي بقيادة أثنيون Atheninon، وهو رجل متعلم ذو عزيمة ماضية؛ وهزمت هذه القوة تباعاً عدداً من الجيوش التي سيرها البريتور لإخماد ثورتها، ثم تحركت نحو الشرق وانضمت إلى الثوار الذين كانوا تحت قيادة سلفيوس. وتغلبت جموعهم على جيش بعثت به رومه من إيطاليا نفسها، ولكن سلفيوس مات في ساعة النصر. ثم عبرت جيوش أخرى مضيق صقلية