قراره المشهور الخاص بتوارث العرش وهو "أن القوانين والعادات المرعية بين الفرنج تستبعد البنات من وراثة العرش". ومات فيليب (١٣٢٢) بلا ولد يخلفه، فطبقت القاعدة مرة أخرى لتحول بين ابنته وبين ولاية الملك، ونودي بأخيه ملكاً باسم شارل الرابع. والراجح أن القرار استهدف أيضاً أن يستبعد عن وراثة العرش إيزابل شقيقة فيليب الرابع، وهي التي تزوجت من إدوارد الثاني ملك إنجلترا، وأنجبت إدوارد الثالث عام ٣١٢، لأن الفرنسيين صمموا ألا يحكم فرنسا ملك إنجليزي.
ومات شارل الرابع بلا خلف من الذكور (١٣٢٨) فانتهت بموته دولة الملوك من أسرة كابيتان وعرض إدوارد الثالث، الذي اعتلى عرش إنجلترا قبل ذلك بعلم، على مجلس النبلاء في فرنسا، مطالبته بالعرش الفرنسي، باعتباره حفيداً لفيليب الرابع، وأقرب الأعقاب الأحياء لهيوكابت، فرفض المجلس، على أساس أن أم إدوارد لا تستطيع أن تنقل إليه تاجاً استبعدت هي نفسها عنه بقرار التوريث الذي صدر عامي ١٣١٦، ١٣٢٢. وفضل البارونات عليه ابن أخ لفيليب الرابع، وهو الكونت فالو، وبذلك يكون فيليب الرابع هو الذي بدأ أسرة فالو المالكة، التي حكمت فرنسا، إلى أن استهل هنري الرابع أسرة البربون عام ١٥٨٩. واعترض على هذا الاختيار إدوارد، ولكنه جاء إلى "أمين" عام ١٣٢٩، وأعلن خضوعه وأقسم يمين الولاء لفيليب الرابع باعتباره مولاه الإقطاعي على جاسكونيا وجويين وبونثيو. ولما أنضجت إدوارد السنون، وزاد دهاؤه، ندم على خضوعه وحلم مرة أخرى بالجلوس على عرشين في وقت واحد. وأكد له مستشاروه، بأن فيليب الجديد مستضعف، يدبر وشيكاً للخروج في حملة صليبية إلى الأراضي المقدسة. وظهر أن الوقت مناسب للبدء في حرب المائة عام.
[٢ - الطريق إلى كريسي]
١٣٣٧ - ١٣٤٧
وطالب إدوارد عام ١٣٣٧ رسمياً من جديد بالعرش وكان رفض طلبه السبب المباشر للحرب. وأصبحت نورمانديا، بعد فتحها إنجلترا تابعة