وفي وقت لاحق من هذا الصباح دخل إسكندر وفريدريك وليم الثالث وشفارتسنبرج على رأس ٥٠،٠٠٠ جندي رسمياً إلى باريس، فحيّاهم الناس بحقد صامت لكن القيصر هدّأ من روعهم بتكرار التحية وإظهار شيء من المودّة. وعندما انتهت المراسم بحث عن تاليران Talleyrand في شارع سان فلورنتين. St Florentin وطلب منه النصيحة لإحداث تغيير منظم في الحكومة الفرنسية. واتفقا على ضرورة انعقاد جلسات السينات Senate مرة أخرى، وأن يضع دستوراً وأن يعيّن حكومة مؤقّتة. واجتمع السينات في أول أبريل ووضع دستوراً يضمن الحريات الأساسية وعيّن حكومة مؤقتة اختار تاليران رئيساً لها، وفي ٢ أبريل أعلن السينات Senate عزل نابليون.
٦ - طريق السّلام
لقد كان نابليون في سان ديزييه St. Dizier على بعد ١٥٠ ميلاً من باريس عندما وصلته الأخبار (٢٧ مارس) بأن الحلفاء يحاصرون باريس، فانطلق بجيشه في الصباح التالي، وبعد ظهر اليوم نفسه تلقى رسالة عاجلة أكثر أهمية:"حضور الإمبراطور أمر ضروري إن كان راغباً في ألا تستسلم عاصمته للعدو. لا يجب تضييع لحظة واحدة". وترك نابليون جيشه عند تروي Troyes وامتطى حصانه طوال معظم الأميال المتبقية رغم آلامه، واقترب من باريس (١٣ مارس) وأرسل كولينكور Caulaincourt إلى باريس على أمل أن يحثّ هذا الروسي إسكندر على عقد تسوية .. وواصل الإمبراطور (نابليون) طريقه راكباً حصانه إلى فونتينبلو مخافة أن يُقبض عليه إِنْ - هو - دخل المدينة (باريس)،
وفي مساء اليوم نفسه تلقى رسالة من كولينكور:"لقد خاب مسعاي". وفي ٢ أبريل علم أنه نُحِّي عن العرش، ففكّر للحظة كم هو شيء يدعو إلى السرور أن يترك العرش. لقد قال:"إنني لستُ معلّقاً بالعرش. لقد وُلدت جندياً. إنه يمكنني أن أكون مواطناً دون تذمّر". لكن وصول جيشه الذي كان عدده ٥٠،٠٠٠ مقاتل لمس الوتر المناسب في طبيعته، فأمر أن ينصب هذا الجيش خيامه على طول إيسون Essonne (أحد روافد السين) استعداداً لأوامر أخرى، وقاد مارمون إلى هذا المعسكر ما تبقى من الجنود الذين كانوا يدافعون عن باريس.