للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٦ - آخر ما قاله وردزورث: ١٨١٥ - ١٨٥٠

WORDSWORTH EPILOGUE

الشعر للشباب، وقد عاش وردزورث ثمانين عاما ومات كشاعر في نحو سنة ١٨٠٧ وعندما كان عمره ٣٧ سنة ألف أنثى الظبي البيضاء في ريلستون The White Doe of Rylstone. وفي هذا الوقت كان والتر سكوت قد نشر أنشودة آخر المغنين The Lay of the Last Minstrel (١٨٠٥) ، وقد أثارت حسد وردزورث لأسلوبها المزهر فاستخدم الوزن نفسه لكتابة أنشودة من تأليفه - قصيدة قصصية غنائية عن الحروب الدينية في شمال إنجلترا في السنة الثانية عشرة من حكم إليزابيث الأولى.

إن أسرة كاملة تقريبا - أب وثمانية أبناء - قد هلكت في معركة واحدة. إميلى Emily - الأخت التي ظلت على قيد الحياة - قضت ما تبقى لها من الحياة في حالة حداد، وكانت أنثى الظبي البيضاء تأتيها كل يوم لتعزيها وكانت تصطحبها كل سبت لزيارة قبر أخيها الصغير في ساحة كنيسة بولتون Bolton وعندما ماتت إميلى ظلت أنثى الظبي البيضاء تقوم بهذه الرحلة الأسبوعية وحدها من رايلستون إلى بولتون وتظل إلى جوار القبر حتى تنتهي صلوات السبت Sabbath في الكنيسة ثم تعود بهدوء قاطعة الغابات والمجاري المائية إلى مأواها في رايلستون. إنها حكاية جميلة حكاها بطريقة جميلة ورائعة ومؤثرة.

وكان هذا العمل هو آخر انتصار أدبي لوردزورث، بصرف النظر عن بعض السونيتات Sonnets (السونيتة قصيدة تتألف من أربعة عشر بيتا) التي عبر فيها عن مشاعره بأقل قدر من الإثارة - وفيما عدا ذلك - لم يقدم للشعر جديدا آخر. وبعد أن بلغ الخمسين بدا حكيما، طويلا، رزينا متدثرا بعباءة تقيه البرد الشديد وأصبح شعره مهوشا ورأسه مطأطأ وعيناه غائرتين مغرقتين في التأمل كما لو كان بعد أن رأى شيلي وبايرون ينتقلان من الطفولة إلى الانجذاب الصوفي إلى الموت - راح ينتظر الآن - بهدوء - دوره راضيا أن ترك من الآثار الأدبية ما هو أكثر خلودا من المدن المثالية (اليوتوبيات) أو الأشعار الساخرة.

لقد كان في فضائله نقص فقد تحدث عن ذاته كثيرا. لقد كتب هازلت إن ميلتون هو وثنه الأكبر أو بتعبير آخر هو إلهه الزائف، وكان أحيانا يجد الجرأة لمقارنة نفسه به