للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل العاشر

[الموسيقى]

لقد كان من المظاهر التي أنقذت المسلاة الإيطالية أن الرقص التمثيلي، والمسرحيات الصامتة، والعزف الموسيقي الجماعي كانت تعرض كلها بين الفصول. ذلك أن الموسيقى كانت عند الإيطاليين- بعد العشق- أهم أنواع التسلية والسلوى عند كل طبقة من طبقات المجتمع في إيطاليا. يدلنا على ذلك أن منتاني وهو مسافر في تسكانيا عام ١٥٨١ قد "أدهشه أن يرى الفلاحين وفي أيديهم الأعواد وإلى جانبهم الرعاة ينشدون قصائد أريستو عن ظهر قلب"؛ ولكن هذا، كما يقول بعدئذ، "هو الذي نستطيع أن نشاهده في جميع أنحاء إيطاليا" (٩٩). وقد حفظ لنا فن التصوير في عهد النهضة ألف صورة وصورة لأشخاص يعزفون على الآلات الموسيقية من الملائكة العازفين على العود عند قدمي العذراء في كثير من الصور التي تمثل منظر التتويج، إلى الملائكة الصغار المنشدين في صور ميلتسو Meizzo، إلى نشوة الرجل العازف على القيثارة في صورة الحفلة الموسيقية. وما أروع صورة الغلام- الذي يصعب علينا أن نعتقد أنه هو المصور نفسه- في وسط صورة أعمار الإنسان الثلاثة لسيبباستيانو دل بيومبو Sabastiano del Piombo، كذلك تنقل لنا الكتب التي ألفت في ذلك العصر صورة لشعب يغني أو يعزف على الآلات الموسيقية في منزله، وفي أثناء عمله، وفي الشارع، وفي المجامع الموسيقية، وأديرة الرجال والنساء، والكنائس، والمواكب، والمقنعات، ومواكب النصر، والاستعراض، والمسرحيات الدينية والدنيوية، وفي الفقرات الغنائية، وفيما بين الفصول في المسرحيات، وفي الرحلات الخلوية كالتي تصورها بوكاتشيو