وكان مارا في وقت من الأوقات طبيبا ناجحا، ولم يترك عند مماته شيئا سوى بعض المخطوطات العلمية وخمسة وعشرين سو Sous وكان مارا متعصبا لكنه أخلص للجماهير الذين نسيتهم الطبيعة والتاريخ، واحتفظ نادي الكوردليير (نسبة إلى مقرهم في دير فرانسيسكاني) بقلبه كأثر مقدس (ذي طابع ديني كرفات القديسين)، وأقبل الآلاف لإلقاء نظرة عليه "بتوقير صامت وقد كتموا أنفاسهم" وفي ١٦ يوليو تبع جثمانه أعضاء المجلس الوطني المتبقون كلهم وخلق كثير من رجال ونساء أتوا من الأحياء (الأقسام) الثورية، إلى مثواه في بساتين الكوردليير (نسبة إلى دير فرانسيسكاني جعلوه مقراً لهم) ونصب تمثاله الذي نحته دافيد في قاعة المؤتمر الوطني وفي ٢١ سبتمبر سنة ١٧٩٤ نقل رفاته إلى البانثيون Pantheon (مدفن العظماء).
وكانت محاكمة شارلوت قصيرة فقد اعترفت بفعلتها لكنها لم تعترف بأنها مذنبة، فقد قالت إنها لم تفعل سوى الانتقام لضحايا مذبحة سبتمبر، وقالت لقد قتلت:"رجلا لأنقذ مائة ألف رجل" وكتبت في خطاب إلى باربارو بصراحة قائلة: "إن الغاية تبرر الوسيلة" وبعد ساعات قليلة من اعترافها تم إعدامها في ميدان الثورة، وواجهت بزهو لعنات الجماهير التي حضرت تنفيذ الحكم فيها ورفضت عرض أحد القسس تلقينها العبارات التي يقولها الكاثوليكي عند الموت ورفضت قيامه بطقوس دينية قبل إعدامها.
لقد ماتت شارلوت قبل أن تتحقق من أن فعلتها (قتل مارا) فيها هلاك الجيرونديين الذين كانت تظن أنها تخدمهم بفعلتها هذه. وقال فيرنيو للجيرونديين مسامحاً إياها ومدركاً لأبعاد فعلتها:
"لقد قتلتنا، لكنها علمتنا كيف نموت".
٤ - اللجنة الكبرى: عام ١٧٩٣ م
THE "GREAT COMMITTEE"
احتفظ المؤتمر الوطني لنفسه بحق المراجعة الشهرية لعضوية لجنة الأمن العام، وفي ١٠ يوليو كانت سياسة السلام التي تبنتها اللجنة وكذلك سياستها الخارجية والداخلية قد فشلت، فأزاح المؤتمر دانتون، وفي ٢٥ يوليو انتخبه المؤتمر رئيساً له لدورة عادية لمدة