أكرم الرعاية والمحبة. وفي ٢٣ سبتمبر ١٧٧٧ غادرت الأم وأبنها يالزبورج ليغزوا ألمانيا وفرنسا.
[٣ - الموسيقى والزواج]
١٧٧٧ - ١٧٧٨
كتب موتسارت لأبيه-من ميونخ في ٢٦ سبتمبر يتغنى بما ظفر به من تحرر:"إنني أفضل حالاتي النفسية، فرأسي تخفف من الأثقال كأنه الريشة منذ انطلقت بعيداً عن ذلك الهراء، وفوق ذلك أصبحت أسمن من ذي قبل"(١٨). ولابد أن هذا الخطاب تقاطع مع خطاب من ليوبولد، الذي قد يذكرنا انفعاله مرة أخرى بأن أحداث التاريخ كتبت على أجساد البشر:
"بعد أن رحلتما كلا كما صعدت سلمنا في غاية التعب، وألقيت بنفسي على مقعد. وحين تبادلنا عبارات الوداع بذلت جهوداً كبيرة لأتماسك حتى لا أجعل فراقنا شديد الإيلام؛ وفي غمرة الزحام والاضطراب نسيت أن أمنح ولدي بركة الأب. فعدوت إلى النافذة وأرسلت بركتي خلفك ولكني لم أرك … وقد بكت نانيرل بكاء مراً … وكلانا نرسل التحيات ونقلك أنت وهي ملايين المرات"(١٩).
وعلمت ميونيخ فولفجانج إنه لم يعد معجزاً في عالم الموسيقى، إنما هو موسيقى فرد بلد يفوق فيه المعروض من مؤلفي الموسيقى وعازفيها عدد المطلوب منهم. وكان الأمل قد راوده في الحصول على وظيفة طيبة في حاشية الناخب الموسيقية، ولكن كل الوظائف كانت مشغولة. فمضت الأم وولدها إلى أوجزبورج، حيث أفنيا نفسيهما في زيارة أصدقاء ليوبولد أيام شبابه استجابة لإلحاح ليوبولد، ولكن أحياء منهم كان أكثرهم الآن يشكو السمنة والركود، ولم يجد فولفجانج فيهم ما يثير اهتمامه اللهم إلا ابنه عم مرحة تدعى ماريا أنا تكلا موتسارت سوف يخلد اسمها بعبارات بذيئة. وكان أدنى إلى غرضه صانع بيانات يدعى بوهان أندرياس شتاين، هنا