"ما لم يثبت موتسارت في النهاية أنه نبات ربه ربي في مستنبت زجاجي (أي عجلت بنموه العناية البيتية المكثفة)، فست أشك في أنه سيصبح من أعظم المؤلفين الموسيقيين حتى يومنا هذا"(١٦). وعاد موتسارت إلى سالزبورج ورأسه يدوم بنشوة النجاح ليقوم بخدمة أحس أنها ضرب حقير من العبودية.
وأمر رئيس الأساقفة بدراما موسيقية احتفالاً بزيارة الآرشيدوق مكسمليان ابن ماريا تريزا الأصغر، وأخذ موتسارت نصاً قديماً لمتاستازيو وألف "الملك الراعي". وقد أديت في ٢٣ إبريل ١٧٧٥. والقصة سخيفة، أما الموسيقى فرائعة، وما زالت مقتطفات منها تظهر في ربرتولا الحفلات الموسيقية. وكان موتسارت في غضون هذا يتدفق بالصوناتات والسمفونيات والكونشرتوات والسرينادات، والقداسات، ومن مؤلفات هذه الأعوام التسعة قطع تعد من روائعه الخالدة-مثل كونشرتو البيانو في مقام E ( ك٢٥٠). على أن رئيس الأساقفة قال له إنه لا يفقه شيئاً في فن التأليف الموسيقي، وإن علبه أن يذهب ليدرس في كونسرفتوار نابلي (١٧).
وطلب ليوبولد بأن يأخذ ابنه في جولة بعد أن عجز عن احتمال الموقف فوق ما احتمل، فرض كوللوريدو وقال إنه لا يسمح بأن يظل أفراد من موظفيه "يستجدون الرحلات" فلما عاود ليوبولد الطلب فصله رئيس الأساقفة هو وابنه من وظيفتيهما. وأغتبط فولفجانج، ولكن ليوبولد روعته فكرة القذف به وهو في السادسة والخمسين في خضم عالم لا يميز الطيب من الخبيث. ولانت قناة رئيس الأساقفة ورده إلى منصبه، ولكنه لم يسمح له بأي غياب عم عمله. فمن تراه يصحب فولفجانج الآن في الغزوة البعيدة التي اختطت له؟ لقد بلغ موتسارت الحادية والعشرين، وهي سن المغامرة الجنسية والقيود الزيجية، ولقد كان الآن أحوج إلى الإرشاد منه في وقت مضى. ومن ثم قرر أن تصحبه أمه. أما ماريا التي حاولت أن تنسى أنها هي أيضاً كانت فيما مضى فتاة عبقرية فقد مكثت لتبذل لأبيها