من بين أكثر الأحداث إثارة في سنة ١٧٩٧ ظهور القبعة الحريرية العالية Silk top hat لأول مرة، ويظهر أن خردواتياً لندنياً وضعها فوق رأسه زاعماً أن الحق الفطري (الموروث) للرجل الإنجليزي أن يكون متفرداً، وتجمهر الناس حوله وقيل إن بعض النسوة بُهتْنَ لهذا المنظر المُرعب alarming sight، لكن لم يكن هناك ما هو منافٍ للعقل يمنع مصمّمي الأزياء النسائية والخردواتية haberdashers من تعميم هذه التقليعة (الموضة)، فسرعان ما وضع الذكور من أبناء الطبقات العليا هذه القبعات الحريرية فوق رؤوسهم.
واختفت السيوف الموضوعة على سنام تصفيفة الشعر وعلى الشعر المستعار. وحلق الناس لحاهم، وترك معظم الذكور شعرهم ينمو حتى الكتفين، لكن بعض الشباب عبروا عن تحديهم وفرديتهم بقص شعورهم وكسبت السراويل (البنطلونات) المعركة على سيقان الرجال، فبحلول سنة ١٧٨٥ كان السروال (البنطلون) يصل إلى منتصف بطّة الساق (calf) ، وبحلول عام ١٧٩٣ وصل إلى الكعب (رسغ القدم)، وحل رباط الحذاء محل الحِلية المعدنية، وبذا بدأت (أربطة الأحذية) دورها في مضايقة لابسي الأحذية وإزعاجهم. وكانت المعاطف طويلة خالية من التطريز والزخارف، لكن الصدرية كانت موضع اهتمام إذ كان الواحد منهم يُنفق عليها كثيراً من دخله ويتفنّن في تطريزها.
لقد أدّى التنافس بين النبلاء وأعضاء مجلس العموم إلى ظهور المتأنقين bucks (المعنى الحرفي ذكر الوَعل أو الظبي، والمعنى لا يتضح تماما هنا إلا باللهجات العربية العامية إنه كاشخ أو كشخة كما يُقال عادة في دول الخليج، أو إنه كالهامور وما إلى ذلك، وفي مصر عادة يقولون نافش ريشه أو محلفط … إلخ) وظهور المنمقين أو الذين يلبسون ملابس تروق للنساء beau. لقد كان جورج بريان "متأنقا" برومل George Bryan"Beau" Brummel (١٧٧٨ - ١٨٤٠) معروفا بشدة التأنق وتزيين نفسه فقد كان يقضي نصف النهار في ارتداء ملابسه وخلعها.
وفي أتون Aton حيث كان الطلبة يسمونه بَكْ duck وأصبح صديقاً حميماً لأمير ويلز الذي شعر أن التأنق في الملبس هو نصف فنّ الحُكم. ولأن برومل كان قد ورث ثلاثين ألف جنيه فقد استأجر حائكاً لكل جزء من بدنه وجعل من نفسه حكماً للأناقة بين رجال لندن، وكان حسن الفكاهة رقيقاً،