كان التوفيق حلفا لكل الطوائف في ألمانيا ما عدا الفرسان في السنوات الخمسين الأخيرة قبل عهد الإصلاح الديني، ولعل ارتفاع منزلة الفلاحين هي التي زادت من استيائهم على ما بقى من إحساسهم بالعجز. إذ كانت قلة منهم لا تزال من طائفة عبيد الأرض منهم ملاكا، وكانت غالبيتهم مزارعين مستأجرين يدفعون الإيجار إلى السادة الإقطاعيين إنتاجا عينيا أو يقدمون لهم خدمات أو نقوداً. وكان المستأجرين يشكون من ظلم السادة، من أيام العمل الإثني عشر والتي تصل إلى ستين يوما في بعض الأحوال والتي حتمت التقاليد أن يبذلوها لهم في كل عام، ومن استرداد الأرض من عامة الناس، تلك الأرض التي جرى العرف على الأضرار التي لحقت بالمحاصيل من صيادي السيد وكلابهم ومن سياسة القضاء المتحيزة في المحاكم المحلية، وكان الملاك يسيطرون عليها، ومن الضريبة على الموتى التي كانت تفرض على أسرة المستأجر عندما يخل موت عميدها بالعناية بالأرض. وثار الملاك الفلاحون غضبا بسبب الضرائب المضاعفة التي كان لزاما عليهم أن يدفعوها على القروض المطلوبة لنقل محصولاتهم وعلى حبس الرهن السريع للمزارع بوساطة المرابين، وكانوا يقدمون القروض للملاك الذين يتضح لهم عجزهم عن السداد. ولقد