على سماع صوته، وما وافت سنة ١٦٠٠ حتى بات في مقدوره أن يزعج الملكة، وبعد نصف قرن تقريباً (حوالي ١٦٥٠) قطع رأس الملك.
[٢ - في المدارس]
لم يكن عصر شكسبير متوفراً على التعليم. فتعلم العصر قليلاً من اللاتينية، وأقل منه من اليونانية، مع قدر أكبر من الإيطالية والفرنسية، وقرأ الكتب بنهم ولكن بسرعة، واندفع يحكم عليها بالتجربة والاختبار، وتعلم من المدرسة الحياة، وأجاب معلمه بوقاحة لم يسمع بمثلها.
ولم تكن اللغة التي استعملها هذا العصر هي لغة المدارس، ولكنها كل لغة الحديث الموروثة عن عهود الكلت والرومان والسكسون والنورمنديين في إنجلترا، مزيدة بالغنائم اللغوية من فرنسا وإيطاليا، كما انتزعت بعض الألفاظ العامية من شوارع لندن، ومن اللهجات في المقاطعات، ولكن لغة العصر لم تقنع بهذا، فجعلت الكلمات تلد الكلمات، وجعلت الخيال الواسع يتخبط في الكلام الخلاق. وهل كان ثمة لغة حية قوية مرنة غنية مثلها؟ ولم تتوقف لتضع لهجائها القواعد، وقبل ١٥٧٠ لم توجد قواميس للإرشاد إلى ضبط الهجاء والإملاء، ولم يحدد شكسبير كيف يتهجى اسمه. واستخدم الاختزال، ولكنه لم يهدئ من روع أصحاب الأعمال المهتاجين، ولم يسعف الشعر.
وقضى هنري الثامن على تعليم البنات المنظم حين حل أديار الراهبات. أما التعليم الابتدائي فكان ميسوراً مجاناً لأي ولد يمكنه الوصول إلى إحدى المدن. وفتحت إليزابث مائة مدرسة متوسطة مجانية Grammar School، وأضاف إليها جيمس الأول زشارل الأول ٢٨٨ مدرسة أخرى. أما الأولاد (البنين) من ذوي الأصل العريق فقد كانت قد أسست لهم بالفعل مدارس خاصة Public School ( مدارس ثانوية داخلية) في ونشستر، وايتون، وسانت بول، وشروزبري، وأضيف إليها الآن رجبي (١٥٦٧)، وهاور (١٥٧١)، ومدرسة Marchant Tayior's، (١٥٨١) حيث لمع الاسم التربوي العظيم ريتشارد مولكاستر. وكان المنهج تقليدياً،