أزعجوني بدعوتي للرقص في كل حفلة رقص ليلية، وقد رفضت بتواضع. إنهم يرقصون رقصة شائنة تسمى الفالس" Waltzen. ربما بلغ عددهم عشرين راقصاً وعشرين راقصة - لقد كان كل راقص يحتضن مراقصته وهي أيضاً تحتضنه، فتتلامس الأذرع والخصور والركب يلف بها وتلف به، وهكذا دواليك .. على موسيقى داعرة.
وكان أفراد الطبقات العليا يستطيعون إقامة حفلات راقصة أو حفلات من أي نوع كانت في واحدة من النوادي الأنيقة: ألماك Almack، والهويت White والبروك Brook وهناك أيضاً يمكنهم المقامرة على مبالغ ضخمة ومناقشة آخر إنجازات السيدة سيدون Siddons وحفلات سمر الأمير وروايات جين أوستن ونقوش بليك Blake وأعمال تيرنر Turner وصور كونستابل. وكانت ذروة اللقاءات الاجتماعية عند الهويجز (الأحرار) تتمثل في دار هولاند Holland House حيث كانت ليدي هولاند تعقد اجتماعات مسائية كان يمكن للمرء أن يلتقي فيها بذوي المكانة مثل اللورد بروهام Brougham أو فيليب دوق أورليان، أو تاليران، أو ميترنيخ، أو جرتان Grattan أو مدام دي ستيل أو بايرون أو توماس مور، أو أكثر من الهويجز (الأحرار) نبالة - تشارلز جيمس فوكس. ولم يكن في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر صالوناً يضارع صالون هولاند.
[٧ - المسرح الإنجليزي]
أَضِف إلى كل هذه الحياة المتعددة الأوجه، عشق الإنجليز للمسرح ولا يزالون مولعين به حتى اليوم. وكان الوضع كما هو عليه الآن حيث كان الناس ينظرون للمسرحية من خلال ممثليها ولا يعبئون كثيرا بمؤلفي هذه المسرحيات. ويبدو أن المؤلفين المسرحيين خشوا أن يكتبوا التراجيديات مخافة أن يبدوا قليلي الشأن في نظر الناس الذين سيعقدون بينهم وبين شكسبير مقارنة لن تكون في صالحهم، وبعد ذروة شريدان Sheridan وجولدسميث Goldsmith كانت الكوميديات (الملهاة) تمثل أعمالاً لا بقاء لها مثل الطريق إلى رون Ruin (١٧٩٢) التي ألفها توماس هولكروفت Holcroft و (تعاهد العشاق)(١٧٩٨) التي ألفتها إليزابيث إنشبالد Inchbald، فمثل تلك الأعمال تشبثت بالاتجاه الضعيف ولعبت