اثنتان من مسرحياتها مآسي تاريخية تقلد شكسبير؛ ومعظمها فكاهيات بسيطة تسخر من المشعوذين والمغفلين والبخلاء والمتصوفين والمسرفين، وتهزأ بكاليسترو، والماسون، والمتعصبين الدينيين. هذه التمثيليات كان يعوزها الدقة والصقل، ولكنها أبهجت الجماهير مع أن كاترين أخفت أنها مؤلفتها، وقد وضعت هذه العبارة على ستار المسرح الذي شيدته في الهرمتاج "إنه يهذب العادات بالضحك"؛ وكان هذا خير تعبير عن هدف كوميدياتها. أما أفضل مسرحياتها، واسمها "أوليج" فكانت تتابعاً رائعاً لمشاهد من تاريخ روسيا، أشاع فيها الحيوية سبعمائة مؤد في الرقصات والباليهات والألعاب الأولمبية. وكانت جل إنتاج كاترين الأدبي يراجعه السكرتيرون، لأنها لم تتمكن قط من الهجاء أو النحو الروسي، ثم أنها لم تأخذ هوايتها للتأليف مأخذ الجد الشديد؛ ولكن الأدب استمد الشجاعة من قدوتها الإمبراطورية وأضفى على ملكها عظمة نهائية ومجداً تشوبه الشوائب.
[٨ - الأدب]
أخذت روسيا تشعر بعدم نضجها الفكري، فراح جيش من المؤلفين يقلدون في تواضع النماذج الأجنبية، أو يترجمون آثاراً حظبت بالشهرة في فرنسا أو إنجلترة أو ألمانيا. وجادت كاترين بخمسة آلاف روبل من جيبها الخاص لتشجيع هذا السيل الدخيل، وترجمت هي نفسها قصة "بليزير" لمارمونتيل. فلما تحمس الروس للمشروعات العريضة ترجم رحمانينوف، أحد ملاك الأراضي في تامبوف، أعمال فولتير؛ وترجم فيريفكين، رئيس كلية قازان، إلى الروسية "موسوعة" ديدرو. وترجم غير هؤلاء شكسبير والكلاسيكيات اليونانية واللاتينية، "وأورشليم المحررة" لتاسو …
أما أنجح شعراء العهد فهو جافريل رومانوفتش درزافين. ولد الأسرة رقيقة الحال في أورنبرج الشرقية، وكان الدم التتاري يجري في عروقه، فخدم في فوج بريوبرازنسكي عشرة أعوام، ورأى كاترين ترقى إلى ذري السلطة، وشارك في إخماد فتنة بوجاشيف ضابطاً في الجيش، وشق طريقه صعداً إلى عضوية مجلس الشيوخ، وحين لاحظ درازفين أن الإمبراطورة