الآن بعد أن تكشفت له الأمور تباعاً أن كالون قد غشه في حالة الخزينة، ووضح له أنه لن يستطيع الحصول على أي تعاون ما دام كالون مراقباً للمالية. فلما طلب كالون إقالة ناقدة البارون دبرتوي الذي كان صديقاً شخصياً لماري أنطوانيت، أشارت على الملك بأن يقبل كالون بدلاً منه. فاتبع النصيحة بعد أن أرهقته هذه الضجة الشديدة (٨ أبريل ١٧٨٧). أما كالون فقد هرب سراً إلى إنجلترا بعد أن علم بأن برلمان باريس يخطط للتحقيق في إدانته وفحص شئونه الخاصة. وفي ٢٣ أبريل حاول لويس تهدئة الأعيان بالوعد بالوفر الحكومي ونشر مالية الدولة. وفي أول مايو، وبناء على نصيحة الملكة أيضاً، عين أحد الأعيان رئيساً لمجلس فرنسا.
[٣ - لوميني دبريين]
١٧٨٧ - ١٧٨٨
كان رئيساً لأساقفة تولوز، ولكنه كان حر الفكر حرية اشتهر بها حتى أن جماعة الفلاسفة رحبوا بتقلده السلطة. وقبل ست سنوات، حين زكى ليخلف كرستوف دبومون رئيساً لأساقفة العاصمة، اعترض لويس السادس عشر قائلاً "يجب على الأقل أن يكون لنا رئيس أساقفة لباريس مؤمن بالله"(٢١). وكان من أعظم ضرباته الموفقة وهو وزير للمالية أنه حصل على نقله لرآسة أساقفة سانس، وهو منصب أغنى كثيراً من منصب رئيس أساقفة تولوز. وقد أقنع الأعيان بالموافقة على خطته الرامية إلى جمع ثمانين مليوناً من الفرنكات، ولكن حين طلب إليهم الموافقة على ضريبة الأرض الجديدة عادوا يعتذرون بأنهم لا يملكون سلطة هذه الموافقة. فلما رأى لويس أن الأعيان لن يزيدوا على ذلك أقاله في لطف (٢٥ مايو ١٧٨٧).
وقد حاول بريين تحقيق الوفور بطلبه الخفض في نفقات كل مصلحة حكومية، فقاومه رؤساء المصالح، ولم يؤيد الملك وزيره. وخفض لويس نفقات بيته بمليون فرنك، وارتضت الملكة خفضاً كهذا (١١ أغسطس) وقد أوتي بريين من الشجاعة ما جعله يرفض المطالب التي طالب بها البلاط، وأصدقاء الملكة، وأخ الملك. ومما يشرفه أنه استصدر من