التالي بما له من حق في هذه الدعوة. فلما عاد المجلس إلى الانعقاد على هذا النحو قبل استقالته (٤ يولية). وأراد أن يثبت تمسكه بالدين وبسلطانه الشرعي فأمر بإحراق المصلح البوهيمي جون هوس (٦ يولية). وفي اليوم السادس والعشرين من هذا الشهر أعلن خلع بندكت الثالث عشر، فذهب هذا البابا المخلوع إلى بانسية حيث توفي في سن التسعين وهو لا يزال يدعى أنه هو البابا-وفي السابع عشر من نوفمبر عام ١٤١٧ اختارت لجنة الناخبين الكردنال اتوني كولنا بابا وتسمى باسم مارتن الخامس. واعترفت المسيحية كلها بهذا البابا الجديد وبذلك انتهى الصدع البابوي.
غير أن انتصار المجلس في هذه الناحية قد أعجزه عن تحقيق غرضه الآخر ونعني به إصلاح الكنيسة. ذلك أن مارتن الخامس لم يكد يجلس على الكرسي البابوي حتى استحوذ من فوره على جميع ما كان للبابوية من حقوق وسلطات مختلفة، فأخذ يغري كل جماعة من المندوبين من كل دولة بغيرها من الجماعات وأقنعها بقبول أقل قدر من الإصلاح الغامض القليل الأذى وخضع المجلس له لأنه كان قد سئم ومل العمل فلما كان اليوم الثاني والعشرين من أبريل ١٤١٨ أعلن انفضاض جلساته.
الفصل الثالث
[البابوية المنتصرة]
١٤١٧ - ١٥١٣
نظم مارتن الإدارة البابوية تنظيماً يمكنها من أداء عملها خير أداء، ولكنه لم يجد سبيلاً للحصول على حاجتها من المال إلا بإتباع أساليب الحكومات الدنيوية القائمة في ذلك العهد وببيع المناصب والخدمات. وإذا كان في وسع الكنيسة أن تبقى مائة عام من غير إصلاح، وإن كان يصعب عليها أن تبقى أسبوعاً واحداً من غير مال، فقد استقر رأيه على أنها أشد حاجة إلى المال منها إلى الإصلاح. وكانت نتيجة هذا ان بعث مندوب ألماني في روما