ظل المجمع المقدس الذي اجتمع في أول أكتوبر سنة ١٥٢٢ سبعة أسابيع في نزاع دائم حول اختيار من يخلف أدريان، ثم انتهى أخيرا بترشيح رجل كان بإجماع الآراء خير من يصلح لهاذ المنصب. كان جويليو ده ميديتشي ابنا غير شرعي للرجل الظريف جوليانو الذي خر ضحية مؤامرة باتسي من عشيقة له تدعى فيورنا ما لبثت أن اختفت من صفحات التاريخ. وأخذ لورندسو الغلام إلى بيته بين أسرته ورباه مع أبنائه؛ وكان منهم ليو الذي أعفي وهو باباجوليو من العقبة القائمة في سبيله، وهي أنه ابن غير شرعي، ثم عينه كبير الأساقفة في فلورنس، ثم رقاه كردنالا، ثم كان المدير الحازم لمدينة روما، وكبير وزراء حكومته البابوية. ولما بلغ كلمنت الخامسة والأربعين كان طويل القامة، وسيم الخلق، عظيم الثراء غزير العلم، حسن الآداب، طيب السيرة، يعجب بالآداب، والعلوم، والموسيقى، والفن، ويناصرها. ورحبت روما بارتقائه الكرسي البابوي بالفرح والابتهاج ورأت فيه دعوة إلى عهد ليو الذهبي، وتنبأ بمبو بأن كلمنت السابع سيكون خير من عرفتهم الكنيسة من حكامها وأعظمهم حكمة (٣٣).
وبدأ عهده أحسن بداية، فوزع على الكرادلة جميع المناصب الدينية التي كانت له، والتي كانت تدر عليه دخلاً سنوياً مقداره ٦٠. ٠٠٠ دوقة. وقد