وكان رأس السنة الجديدة - وهو في تلك الثياب الفاخرة، وآيته الأدبية هي قصة "هيزا كورياج" التي نشرها في اثني عشر جزءاً في الفترة التي تمتد من ١٨٠٢ إلى ١٨٢٢، وهي تحكي قصة تهز قارئها هزاً بالضحك، على نحو ما تراه في قصة "مجموعة مذكرات نادي بِكْوَك"(للكاتب الإنجليزي دكنز)؛ ويقول "آستن" عن هذه القصة إنها أفكه وأمتع كتاب في اللغة اليابانية كلها (٣٠)، ولما كان "إيكو" في فراش موته، التمس من تلاميذه أن يضعوا على جثمانه قبل حرقه - وكان إحراق الموتى مألوفاً في اليابان عندئذ - بضعة لفائف أعطاها إياهم في وقار وجد، ولما كان يوم جنازته، وفرغ المصلون من تلاوة الدعوات، وأشعِل الحطب الذي أعد لإحراق جثمانه، تبين أن تلك اللفائف كانت تحتوي على مفرقعات نارية أخذت تطقطق أثناء حرق الجثة طقطقة كلها مرح ونشوة؛ وهكذا وفي "إيكو" بالعهد الذي قطعه على نفسه وهو شاب، بأن يجعل حياته كلها مفاجآت حتى بعد موته.
[٢ - التاريخ]
المؤرخون - آراي ها كوسيكي
لن تجد في كتابة التاريخ عند اليابانيين ما يمتعك بمثل ما يمتعك في أدبهم القصصي، على الرغم من أنه يتعذر عليك أن تفرق عندهم بين التاريخ والقصة، وأقدم كتاب باق في الأدب الياباني هو "كوجيكي" ومعناها ثبت "بالآثار القديمة" وهو مكتوب بالأحرف الصينية بقلم "باسومارو" سنة ٧١٢، وفي هذا الكتاب كثيراً ما تحل الأساطير محل الحقائق، حتى ليحتاج القارئ أن يمعن في إخلاصه للعقيدة الشنتوية لكي يقبل هذه الأساطير على أنها تاريخ (٣١)، ثم رأت الحكومة بعد "الإصلاح العظيم" في سنة ٦٥٤ أن الحكمة تقتضي أن تروى قصة الماضي رواية جديدة، فظهر تاريخ جديد حول سنة ٧٢٠