للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل الثالث

[الحكام]

[١ - جورج الأول]

١٧١٤ - ١٧٢٧

كان الإنجليز أكثر حذقاً من الفرنسيين في شئون الحكم، كما سيتبين ذلك عما قليل فولتير ومونتسيكو. فبعد أن قطعوا رأس ملك، وأرسلوا آخر يهرول رعباً عبر المانش، استوردوا الآن ملكاً خلف قلبه وعقله وراءه في ألمانيا، ملكاً يقضي الإجازات الطويلة في وطنه هانوفر، ولا يصعب أن يهيمن عليه برلمان لم يوفق هذا الملك قط في فهم أساليبه ولغته.

كان بيت هانوفر يمد جذوره في ألمانيا الوسيطة، ويرجع بنسبه الملكي إلى أدواق برونزيك-لونبورج، ثم إلى هنري الأسد (١١٢٩ - ٩٥)، ومن قبله إلى أجداده الولف أو الجويلف. وقد أصبحت هانوفر نفسها إمارة ناخبة للإمبراطورية الرومانية المقدسة في ١٦٩٢. وتزوج ناخبها الأول، ارنست أوغسطس، من صوفيا حفيدة جيمس الأول ملك إنجلترا. وبعد موت ارنست أصبحت أرملته وريثة للعرش الإنجليزي بقانون تسوية الوراثة الذي أصدره البرلمان في ١٧٠١.

ولكن ولدها جورج لويس، ناخب هانوفر الثاني، كدر هناءة هذا الميراث السعيد بزواج تعس. ذلك أن زوجته صوفيا دوروثيا قد استنكرت خياناته، فدبرت أن تهرب مع الكونت فليب فون كوينجز مارك، قائد الحرس الجميل. واكتشف جورج المؤامرة، ولم يسمع بخبر للكونت بعدها قط، وأغلب الظن أنه أعدم (١٦٩٤). وقبض على صوفيا دوروثيا وحوكمت، وأبطل زواجها، وزج بها في السجن طوال الأعوام الاثنين والثلاثين الباقية من عمرها في قلعة آلدن. وكانت قد ولدت لزوجها بنتاً أصبحت أم فردريك الأكبر، وولداً أصبح جورج الثاني ملك إنجلترا.