إلى المناطق الريفية. ونوع ناش في خطوط مشروعه مستخدما الأهلة والشرفات جاعلاً مساحات مكشوفة من الحشائش والأشجار بين مجموعات المباني واستخدم الأعمدة ذوات الطرز الأيونية لإضفاء البهجة على قوس الطريق (في وقت لاحق تم تدمير معظم هذا العمل للسماح بمزيد من المباني على حساب الحشائش والأشجار)، لقد كان مشروعا عبقريا في تخطيط المدن لكن تكاليفه صدمت الشعب الذي كان صابراً على الجوع أملاً في إلحاق الهزيمة بنابليون.
ومع هذا فإن الوصي على العرش كان مبتهجاً بعمل ناش فعهد إليه بتجديد الجناح الملكي في بريتون Brighton الذي كان مكاناً أثيرا للأمير وأصدقائه، فأنجز ناش العمل فيما بين عامي ١٨١٥ و ١٨٢٣ بتكلفة بلغت ١٦٠،٠٠٠ جنيه إسترليني لقد أعاد بناء الجناح على الطراز الهندي الإسلامي بمآذن ذات اليمين وأخرى ذات الشمال. ومبان أخرى ذوات قباب وكانت صالة المآدب ذات سقف محدّب وزخارف صينية، وبها ثريات على هيئة اللوتس والتنين، وتكلفَّت هذه الصالة ٤،٢٩٠ جنيها إسترلينيا. وكان الانطباع الأول الذي يأخذه المرء عند رؤيتها هو الفخامة الغريبة، وكان الحكم النهائي عليها أنها عمل مسرف سواء في النفقات أم في الزينات والزخارف.
وفي سنة ١٨٢٠ أصبح الوصي على العرش ملكا. إنه جورج الرابع. وسرعان ما عهد هذا الملك الجديد إلى ناش إعادة بناء دار بكنجهام Buckingham لتكون قصرا ملكيا. ووسط هذا الفقر والاقتراب من الإفلاس الذي أعقب الانتصار على نابليون، راح ناش يعمل حتى مات الملك المبذّر (١٨٣٠) فاستدعت الحكومة ناش ذلك المعماري الوافر الإنتاج ليوضح لها ما صرفه ويفسّر بعض الأخطاء التي نسبت إليه. قلما كانت إنجلترا في مثل هذا السناء العظيم أو البؤس الشديد.
[٣ - من الكارتون إلى كونستابل]
FROM CARTOONS TO CONSTABLE
كان على آلاف الفنانين البريطانيين - طوال عشرين عاما من الحروب - أن يكافحوا لإطعام أسرهم وتحقيق أحلامهم. ولم يكن أسوأهم حالا من حيث العائد المالي والشهرة