واجترأ بعض الأطباء على تقويض مواردهم بنشر المعرفة بالطب الوقائي. من ذلك أن الدكتور جون آربثنوت اللندني زعم في "مقال عن طبيعة الأمراض"، (١٧٣١) أن نظام التغذية يفعل كل ما في وسع الطب أن يفعله. وقد تنبأ بأمراض المستقبل في رسالة تسمى "ثمن صيانة الصحة"(١٧٤٤). وتحسن تعليم طلاب الطب تحسينا بطيئاً، مع احتفاظ الجامعات الإيطالية (بادوا، وبولينا، وبافيا، وروما) بمكان الصدارة، وفيينا، وباريس، ومونبليه، بالمكان التالي؛ ولكن حتى في هذه الجامعات لم يكن هناك أكثر من أربعة أساتذة أو خمسة. وكان كل مدرس يجمع المصروفات الجامعية للمقرر الذي يدرسه، ويصدر تذاكر دخول، أحيانا على ظهر ورق اللعب (٢٧) وبدأت بعض لمستشفيات الآن تعلم الطب الأكلينيكي. وكانت الممارسة القانونية للطب أو التوليد تتطلب دبلوما من معهد معتمد.
وكما أن نظرية جيورج شتال عن النار باعتبارها "فلوجستونا" تسلطت على الكيمياء في القرن السابق للافوازييه، فكذلك تسلطت فكرته عن "حيوية المادة animism" على الطب. فقد رفض نظرة ديكارت إلى الجسم على أنه جهاز ميكانيكي، وصور النفس على أنها أصل لا مادي للحياة يشكل الجسم بوصفه أداته. وبناء عليه، رأى أن الطبيعة، في صورة قوة الحياة هذه، هي العامل الأهم في شفاء العلل، وما المرض إلا جهد من "الروح الحية anima" لاسترداد الصحة، والفعالية، والانسجام الطبيعي للأعضاء المضطربة؛ وارتفاع درجة الحرارة وسرعة النبض وسلتان تلجأ إليهما الطبيعة للتغلب على المرض، والطبيب الحكيم من يعتمد أول ما يعتمد على عمليات التخلص الذاتي من السموم، ويكره استعمال العقاقير. ولكن شتال ترك سؤالا بغير جواب، وهو ما السبب في الاضطراب. ومن الأجوبة جواب قدمه ماركوس أنطونيوس بلينكتس، الذي بعث في ١٧٦٢ رأى أثناسيوس كيرشر في أن المرض راجع إلى عدوى بكائن دقيق. فقال إن لكل مرض كائناً مغيراً خاصاً به، له فترة حضانة محدودة.