أوتس، عن طريق الريب التي لا تستند إلى أساس من ناحية ومن ناحية أخرى عن الأكاذيب، عجل بإرسال كثير من الأبرياء إلى الموت قبل الأوان. وانتهوا إلى أنه لم يسكن ثمة تدبير لقتل الملك أو ذبح البروتستانت أو إحراق لندن. ولكنهم أحسوا بأنه كانت هناك مؤامرة حقيقية، كاثوليكية، وأن لم تكن "بابوية": تلك هي أن أركان الحكومة دبروا، أو راودهم الأمل، بمساعدة أموال (أو جنود إذا لزم الأمر) من فرنسا، أن يقضوا على عجز الكاثوليك وعدم أهليتهم الشرعية في إنجلترا، ويحولوا الملك إلى الكاثوليكية، ويثبتوا حق أخيه الذي تحول فعلاً في ارتقاء العرش، ويستخدموا أن كل هذا تضمنته معاهدة دوفر السرية التي وقعت من قبل في ١٦٧٠ وكان شارل قد تراجع عن هذه الاتفاقية. ولكن رغباته لم تتبدل ولم يتخل عنها قط، وظل مصمماً على أن يعتلي أخوه عرش إنجلترا ويكون ملكاً عليها.
[٩ - خاتمة الملهاة]
أما شافتسبري فقد وطد العزم على نقيض ما يبتغيه الملك. لقد اعترف كولمان أثناء محاكمته بأن جيمس علم أمر المراسلات المتبادلة بينه وبين الأب لاشيز، وأقرها (١٥٢). وأحس شافتسبري بأن ارتقاء جيمس عرش إنجلترا لا بد أن يحقق المرحلة الأولى من "المؤامرة البابوية" وعرض أن يساند شارل ويقف إلى جانبه إذا هو طلق الملكة العقيم وتزوج من بروتستانتية قد ينجب منها ابناً بروتستانتياً. وأبى شارل أن يدع كاترين دي براجانزا تكرر الدور الذي لعبته كاترين أوف أراجون. فولى شافتسبري وجهه شطر دوق مونمورث الابن غير الشرعي للملك، الذي لم يغفر قط أبيه خداعه وإبعاده عن العرش بتقصيره في الزواج من أمه. ونشر شافتسبري فكرة أن شارل كان بالفعل قد تزوج من لوسي والتر، وأن دوق مونمورث