نفسه كموسيقي عامل في بلاط الناخب (الأمير) وربما كان الكونت فون فالدشتين Waldstein وراء هذه المنحة التي تلقاها صديقه الموسيقي الشاب. لقد كتب في ألبوم لودفيج كلمة وداع كالتالي:
"عزيزي بيتهوفن، أنت راحل إلى فيينا لإنجاز ما طالما تقت كثيراً لإنجازه. إن عبقرية موزارت (الذي كان قد مات في ٥ ديسمبر ١٧٩١) لا يزال ينعيها الناعون .. فلتعمل بجد ولتتلق روح موزارت من أيدي هايدن. صديقك المخلص فالدشتين ".
وغادر بيتهوفن بون وأباه وأسرته وأصدقاءه في أول نوفمبر سنة ١٧٩٢ أو في يوم قريبا من هذا التاريخ. وسرعان ما احتلت قوات الثورة الفرنسية بون فهرب ناخبها (أميرها) إلى مينز ولم ير بيتهوفن بون بعد ذلك أبداً.
٢ - تقدم ومأساة: من ١٧٩٢ إلى ١٨٠٢ م
عندما وصل إلى فيينا وجدها تعج بالموسيقيين المتنافسين على من يرعاهم وعلى جمهور المستمعين والناشرين، والذين ينظرون بازدراء لكل قادم جديد، فلم يجدوا في هذا القادم الجديد من بون جمالا يلطف وقع قدومه فقد كان لودفيج بيتهوفن قصير ا ممتلئ الجسم متجهم الملامح (أطلق عليه أنطون إسترهازي Anton Esterhazy اسم البربري the Moor به آثار الجدري (بقايا بثور الجدري)، صف أسنانه الأمامي الأعلى بارز عن صف أسنانه الأمامي الأسفل، وأنفه عريض ممتلئ، وله عينان غائرتان متحديتان، أما رأسه فمثل كرة الرصاص يغطيه بشعر مستعار وحلية. لم تكن شخصيته مهيأة لتكون ذات بعد جماهيري سواء بين العامة أو بين منافسيه من الموسيقيين ومع ذلك فلم يعدم - إلا نادرا - صديقاً منقذاً (يسعفه وقت اللزوم)
وسرعان ما وصلت الأخبار بوفاة والده (١٨ ديسمبر ١٧٩٢) وظهرت بعض المشاكل فيما يتعلق بنصيب بيتهوفن في راتب أبيه السنوي إذ قدّم بيتهوفن التماساً للناخب [الأمير] طالباً استمرار هذا الدخل السنوي، فرد الناخب الأمير بمضاعفة هذا الدخل وأضاف:"لابد من تقديم ثلاثة مكاييل من الحبوب له … لتعليم أخويه"(كارل وجوهان اللذين كانا قد انتقلا إلى فيينا). وكان بيتهوفن ممتنا إذ انتهى إلى حلول