للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٦ - الفانتازيا الشرقية (الحملة الفرنسية على مصر)]

ORIENTAL FANTASY

من ١٩ مايو ١٧٩٨ إلى ٨ أكتوبر ١٧٩٩

لقد تمت التعمية على الجهة التي يقصدها الأسطول حتى إن الرجال كلهم - تقريبا - والبالغ عددهم ٥٤،٠٠٠ لم يكونوا يعلمون وجهة الأسطول، وفي بيان له سمات خاصة وجهه نابليون "لجيش الشرق" الجديد أشار إليه بأنه مجرد "جناح" للجيش الفرنسي المعد لغزو انجلترا، وطلب من البحارة والجنود أن يثقوا به رغم أنه لا يستطيع حتى الآن أن يحدد المهام الموكلة إليهم. وقد حققت هذه السرية بعض الأغراض: فالحكومة البريطانية كانت مضطربة الفكر بشكل ظاهر بناء على معلومات وصلتها عن أسطول فرنسي صغير يجري إعداده ليشق طريقه عابرا مضيق جبل طارق ليشارك في غزو إنجلترا. وكانت سفن نلسون Nelson غير دقيقة في مراقبة البحر المتوسط، وكانت السفن التجارية وسفن النقل تروغ منها في البحر المتوسط.

وفي ٩ يونيو ظهر الأسطول الفرنسي إزاء سواحل مالطة، وكانت حكومة الإدارة قد قدمت رشوة لرئيس جماعة فرسان مالطة Malta وذوي الشأن فيهم لتكون مقاومتهم شكلية، ونتيجة لهذا استولى الفرنسيون على الحصن المنيع الممول جيدا في هذه الجزيرة بسهولة ولم يفقدوا في سبيله سوى ثلاثة رجال. وتأخر نابليون في الجزيرة أسبوعا ليعيد تنظيم إدارة الجزيرة على نمط الإدارة الفرنسية Gaulward وكان ألفريد دي فيني Alfred de Vigny - الذي سيصبح شاعرا فيما بعد - يومئذ في الثانية من عمره، وقد قدموه لنابليون، فرفعه وقبله، وقال ألفريد - فيما بعد - "عندما أنزلني بعناية إلى سطح السفينة، كان قد كسب إلى جانبه، عبداً آخر يضاف إلى عبيده". وعلى أيه حال فإن نابليون ذلك الرجل الشبيه بالإله عانى دوار البحر طوال فترة الإبحار إلى الإسكندرية تقريبا، وفي هذه الأثناء درس القرآن.

ووصل الأسطول إلى الإسكندرية في أول يونيو سنة ١٧٩٨ وكان في الميناء حامية،