وكان سخط الجيش هو الأكثر وضوحاً من بين مظاهر السخط البادية في القوى الأخرى التي فتحت الباب أمام عودة المبالغات الفاتنة. أضف إلى هذا خوف الفلاحين من نزع ملكياتهم أو عودة الرسوم الإقطاعية، وكان الصناع يعانون من تدفق البضائع البريطانية تدفقاً شديداً. لقد كان الجميع مستائين باستثناء الكاثوليك شديدي التمسك بكاثوليكيتهم والخاضعين لسيطرة الإكليروس خضوعاً شديداً، وكان حل الملك للمجلسين في نهاية سنة ١٨١٤ (لم يُعدها حتى شهر مايو) مما زاد السخط، وكان الفقراء مشتاقين في طوايا نفوسهم لفرنسا النابليونية المثيرة ذات البهاء؛ كل هؤلاء كانوا سهلي الانقياد وكانوا في انتظار ريح مواتية فوصلت أخبارهم إلى إلبا Elba ورفعت الروح المعنوية للمقاتل السجين (نابليون) الذي اتضح أنه وإن كان قد جُرح فإنه لم يمت.
٢ - مؤتمر فيينا: سبتمبر ١٨١٤ - يونيو ١٨١٥ م
THE CONGRESS OF VIENNA
كان هذا المؤتمر أكثر الاجتماعات السياسية تميزاً في التاريخ الأوروبي وكان من الطبيعي أن يكون أعضاؤه البارزون هم المنتصرين الكبار في حرب الأمم: روسيا وبروسيا والنمسا وبريطانيا العظمى، لكن كان هناك أيضاً مندوبون عن السويد والدنمرك وإسبانيا والبرتغال والباباوية Papacy وبافاريا Bavaria وسكسونيا وفيرتمبرج Wurttemberg … ، ولأن تاليران المخادع كان يمثل فرنسا المهزومة، فإن هذا وحده كان كافياً لوضعها في الاعتبار. وستوضِّح إجراءات المؤتمر مبدئين ليسا متناقضين تماماً بالضرورة: أصوات المدافع أقوى وأعلى من الكلمات، كما أن القوة قلَّما تُحرز نصراً إذا لم يحكمها العقل.
كانت روسيا ممثلة بشكل أساسي بالقيصر إسكندر الأول ذي الجيش الأكبر والجاذبية الأوضح. لقد اقترح بمساعدة الكونت أندرياس رازوموفسكي Andreas Razumovsky (راعي بيتهوفن) والكونت كارل روبرت نسلرود Nesselrode أن تحصل روسيا على بولندا كلها مكافأةً لها لقيادتها الحلفاء من مرحلة التردد على النيمن Niemen والسبري Spree إلى النصر على ضفاف السين Seine، وأيد الأمير تشارتوريسكي Czartoryski ممثل بولندا (بإذن من إسكندر) هذا