للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسس ناثان روتشيلد Nathan Rothschild (١٧٧٧ - ١٨٣٦) في لندن فرعاً للشركة التي كان أبوه - مِيَر أمشيل روتشيلد Meyer Amschel Rothschild - قد أسسها في فرانكفورت - آم - مين Frankfurt - am - Main وبدا ناثان أكثر الماليين عبقرية - تلك العبقرية التي مازت الأسرة خلال عدة قرون في عدة دول. وأصبح هو الوسيط الأثير للحكومة البريطانية في علاقاتها المالية مع القوى الأجنبية، وكان هو - أو وكلاؤه - الذي نقل من إنجلترا إلى النمسا وبروسيا المساعدات التي مكنتهما من حرب نابليون، وقام بدور رائد في التوسع التجاري والتطور الصناعي في إنجلترا بعد سنة ١٨١٥.

[٤ - التعليم]

بدت إنجلترا وكأنها اعتزمت أن تعرض قضية عدم إرسال أطفالها إلى المدارس، فكيف تستمر الحكومة دون الالتزام بهذا الواجب؟ ولم يكن الأرستقراطيون مهتمين بالتعليم إلاّ بالنسبة إلى أبنائهم. لقد بدا من الأفضل بالنسبة إلى الوقت الراهن (في ذلك الوقت) ألا يستطيع الفلاحون والبروليتاريا - بل وربما البورجوازيون - أن يقرءوا خاصة وأن جودوين Godwin، وأوين Owen وكوبت Cobbett وبين Paine وكولردج Coleridge وشيلي Shelley كانوا يطبعون في هذا الوقت هذا الهراء عن الأرستقراطية الاستكشافية (التمهيدية) والكمونات communes الزراعية ورِقّ المصانع وضرورة الإلحاد. لقد كتب جودوين نحو سنة ١٧٩٣:

"المصممون على الدفاع عن النظام القديم ليس لديهم بصيرة نافذة. إنهم يعارضون بخسّة توصيل المعرفة للناس باعتباره بدعة تدعو إلى الحذر. ففي ملاحظتهم المشهورة إن الخادم الذي يعرف القراءة والكتابة لا يصبح بعد تعلّمهما هو الأداة التي يطلبونها نجد الجنين أو البذرة التي يسهل علينا من خلالها شرح كل فلسفة المجتمع الأوروبي".

بالإضافة إلى أن الطبقات الدنيا فيما ترى الطبقات الأعلى غير قادرة على الحكم بحذر وحكمة على الأفكار التي تُطرح عليهم في المحاضرات أو الصحف أو الكتب، وقد تكون أفكاراً مثيرة تخرّج من المدارس على مستوى الأمة أفواجاً من غير الأسوياء السذّج الحالمين الذين قد يحاولون تحطيم السلطات (القوى) والامتيازات الطبقية هي الوحيدة التي يمكنها حفظ النظام الاجتماعي والحضارة.

"وكان