القرن في فرسنا إثارة لاهتمام الرأي العام، كما أصبحت قضية وارن هيستنجز في إنجلترا بعدها بثلاث سنين. وصدر حكم البرلمان في ٣١ مايو ١٧٨٦. فأعلنت براءة الكردينال روهان، باعتباره مخدوعاً أكثر منه خادعاً، ولكن الملك حرمه مناصبه الرسمية ونفاه إلى دير لاشيز- ديو. وحكم على اثنين من الشركاء في الجريمة بالسجن، وبرئت ساحة كاليوسترو. أما مدام دلاموت فقد جردت من ملابسها علانية وضربت بالسوط في "الكوردمي" أمام قصر العدالة، ورسمت بحرف V ( اختصاراً لكلمة Voleur أي اللصة) وحكم عليها بالسجن مدى الحياة في سجن سالبتريير، وهو سجن النساء سيئي السمعة. وبعد أن قضت عاماً في هذا المحبس الذي يورث الجنون فرت، ولحقت بزوجها في لندن، وكتبت ترجمة لحياتها شرحت فيها كل شيء، ثم ماتت في ١٧٩١.
واغتبط النبلاء وجماهير الباريسيين بتبرئة ساحة الكردينال وانتقدوا الملكة لإيصالها الأمر إلى محاكمة علنية، وكان الشعور العام أن شرهها المعروف للجواهر هو عذر الكردينال في تصديق الرسائل المزورة. وغالت الشائعات والأقاويل إلى حد اتهماها بمخللة روهان (١٥)، مع أنها لم تكن رأته خلال السنوات العشر السابقة للقبض عليه. ومرة أخرى صانت الملكة عرضها ولحق الأذى بسمعتها. قال نابليون "إن موت الملكة يجب أن يؤرخ من محاكمة القلادة الماسية"(١٦).
[٢ - كالون]
١٧٨٣ - ١٧٨٧
في ١٠ نوفمبر ١٧٨٣ عين الملك شارل-ألكسندر دكالون مراقباً عاماً للمالية. وكان كالون قد أصاب نجاحاً في منصب الناظر الملكي بمتز وليل، واشتهر بآدابه الساحرة، وروحه المرحة، وبراعته في أمور المال-رغم أنه هو ذات كان غارقاً في الدين شأنه شأن الحكومة التي دعي لإنقاذها (١٧). ولم يجد غير ٣٦٠. ٠٠٠ فرنك في الخزانة، مع دين قصير الأجل قدره ٦٤٦. ٠٠٠. ٠٠٠، يزيد خمسين مليوناً من الفرنكات كل سنة. وقد رفض كما رفض نكير من قبل فرض المزيد من الضرائب مخافة أن يثير الأمر التمرد