للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بفرساي، في جوف الليل البهيم، التقى الكاردينال فترة قصيرة بهذه المرأة، وحسبها أنطوانيت، ولثم قدمها، وتلقى منها وردة عربوناً للتصالح (أغسطس ١٧٨٤)، أو هكذا تروي "الكونتيسة" (١١).

ثم غامرت مدام دلاموت الآن بخطة أكثر جرأة لو نجحت لوضعت حداً لفقرها. ذلك أنها زورت خطاباً من الملكة يخول لروهان شراء القلادة باسمها، وقدم الكردينال الخطاب إلى بومر، فسلمه هذا الجوهر (١٤ يناير ١٧٨٥) بعد تعهد كتابي منه بدفع ١. ٦٠٠. ٠٠٠ فرنك منجمة. وأخذ روهان الماسات إلى الكونتيسة، وبناء على طلبها إلى ممثل مزعوم للملكة. أما تاريخ الماسات بعد ذلك فغير مؤكد، ويبدو أن الكونت دلاموت أخذها إلى إنجلترا وباعها قطعة قطعة (١٢).

أوارسل بومر فاتورة بالقلادة إلى الملكة فردت بأنها لم تطلبها قط وأنها لم تكتب قط الخطاب الذي يحمل اسمها. فلما وافى القسط الأول (٣٠ يوليو ١٧٨٥) ولم يعرض روهان غير ثلاثين ألف فرنك من المبلغ المستحق وقدره ٤٠٠. ٠٠٠ عرض بومر الأمر على البارون دبروتوي وزير البيت الملكي. فأنبأ بروتوي به الملك. فاستدعى لويس الكردينال ودعاه لتفسير تصرفاته، فأراه روهان بعض خطابات زعم أنها من الملكة. وفطن الملك للتو إلى أنها مزورة وقال "ليس هذا خط الملكة، والتوقيع ليس له حتى الشكل المميز" (١٣)، واشتبه في أن روهان وغيره من الحزب المناوئ لزوجته قد بيتوا هذه المؤامرة لتشويه سمعتها. فأمر بزج الكردينال في الباستيل (١٥ أغسطس) وطلب إلى الشرطة البحث عن مدام دلاموت وكانت قد هربت إلى المخبأ تلو المخبأ، ولكن أمكن القبض عليها، فزجت هي أيضاً في الباستيل. كذلك قبض على "البارونة" أوليفيا، وريتو دفيليت، وكاليوسترو، الذي اشتبه خطأ في أنه مدبر المؤامرة، مع أنه في الواقع فعل قصاراه ليثبطها (١٤).

وأعتقد لويس أنه لا بد من محاكمة علنية لإقناع الشعب ببراءة الملكة، فعرض القضية على أعدائه، وهم برلمان باريس. وكانت المحاكمة أشد قضايا