الروسية أشكالاً أوربية من تآلف الألحان وامتزاجها. وأوصي بطرس بشراء اللوحات والتماثيل، ولا سيما الإيطالية منها، وجمعها هي وغيرها من الآثار الفنية في متحف للفن في سانت بطرسبورج فتحه لجميع الزوارمجاناً، وأمر بتقديم المشروبات الخفيفة لهم (٢٧). ووفد المصورون الأجانب ليرسموا لوحات الأشخاص بأسلوب الغرب. وبنيت بعض الكنائس أيام ألكسيس، ولكن قل منها ما بني أيام بطرس. ووجد المعماريون الآن أنه أربح لهم أن يبنوا القصور.
ولم يزدهر أدب عظيم خلال هذه الثورة التي اقتلعت القديم من جذوره، فلا بد من انقضاء وقت حتى يمكن الإحساس بدفعة بطرس في الشعر. وقد صدر كتاب جريء قبل وفاته بعد عام، وهو "كتاب الفقر والغنى" بقلم إيفان بوسوشكوف الذي وبخ الروس على همجيتهم وأميتهم، وظاهر بقوة إصلاحات القيصر. وقد جاء في الكتاب "من سوء الحظ أن مليكنا العظيم يكاد يقف وحده، ومعه عشرة أشخاص، في محاولة رفع الأمة في حين يحاول الملايين خفضها (٢٨) ". وندد ايفان بظلم الفلاحين، وطالب بقضاء نزيه تجريه محاكم متحررة من السيطرة الطبقية، وصدم القيصر بأن طلب جمع ممثلين لجميع الطبقات ليكتبوا دستوراً جديداً ومدونة قوانين لروسيا. وقبض على بوسوشكوف بعد موت بطرس ببضعة شهور، ومات في السجن في ١٧٢٦.
[٣ - العقابيل]
ازدادت المقاومة لإصلاحات بطرس من سنة إلى سنة. ذلك أن الروس ألفوا الفقر، والعذاب، والاستبداد، ولكنهم لم يسبق لهم قط- حتى تحت حكم ايفان الرهيب- أن أثقلوا بمثل هذه الأعباء، أو دفعوا مثل هذه الضرائب، أو ماتوا بمثل هذه الكثرة لا في ساحة القتال فحسب بل في أشغال السخرة جوعاً وبرداً وأعياءً مرضاً. كتب ليفور صديق بطرس المحبوب في ١٧٢٣ يقول "إن الشقاء يشتد من يوم إلى يوم، والشوارع تمتلئ بناس يحاولون بيع أطفالهم … والحكومة لا تدفع مالاً للجنود، ولا لرجال البحرية، ولا لموظفي الإدارات